السلام عليكم ما صحة "لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في جامعه عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"، وقال: هذا حديث حسن غريب. وروى له شاهدا عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله" وقال أيضا: حديث حسن غريب. وحديث واثلة رضي الله عنه أخرجه أيضا الطبراني في الكبير والأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان. وقال ابن حبان في المجروحين: لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الجوزي في الموضوعات: لا يصح. وتعقبهما الحافظ ابن حجر في رسالته "أجوبة عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة ووصفت بالوضع" منها هذا الحديث فقال: "أخرجه الترمذي من طريق مكحول عن واثلة بن الاسقع وقال: حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة، وأخرج له شاهدا يؤيد معناه من طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله"، وقال أيضا: حسن غريب. هكذا وصف كلا منهما بالحسن والغرابة. فأما الغرابة: فلتفرد بعض رواة كل منهما عن شيخه، فهي غرابة نسبية. فأما الحسن: فلا اعتضاد كل منهما بالآخر، وخالف ذلك ابن حبان فقال: لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى كلام الحافظ ابن حجر. والخلاصة: هذا الحديث حسن. المعنى: فيه الترهيب من ذكر عيوب الناس، والاشتغال بها، للطعن فيهم، والتنقيص منهم، أو إظهار الشماتة والفرح بما ابتلاهم الله به من الذنوب، أو المصائب. والمؤمن الصادق من يحمد الله على العافية، ويسألها لغيره.
البحث