السلام عليكم ورحمة الله ما صحة أن الله ابتلى أيوب عليه السلام بالمرض حتى تناثر الدود من جسده؟
وعليكم السلام ورحمة الله لا يصح شيء مما ذكر من أمر الدود؛ وهو من أخبار القصاص، ولقد ثبت بالقرآن الكريم أن نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام، ابتلاه الله بما لا يتنافى مع صفات النبوة والرسالة، فصبر، وصار مضرب المثل في الصبر، قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾ الأنبياء آية 83، وقال تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب﴾ سورة ص آية 44 إلا أن القرآن لم يذكر شيئا عن الضر الذي أصابه، ولا يجوز أن نقول عن الأنبياء شيئا إلا ما ثبت في كتاب الله أو في الخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي تفسير القرطبي (15/ 210): "قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ أَيُّوبَ فِي أَمْرِهِ إِلَّا مَا أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ فِي آيَتَيْنِ، الْأُولَى قَوْلُهُ تَعَالَى:" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ" [الأنبياء: 83] وَالثَّانِيَةُ فِي:" ص" "أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ". وَأَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ أَنَّهُ ذَكَرَهُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ إِلَّا قَوْلُهُ:" بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ إِذْ خَرَّ عَلَيْهِ رجْلٌ مِنْ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ فجعل يحثي في ثوبه..." الْحَدِيثُ (أخرجه الإمام البخاري في صحيحه). وَإِذْ لَمْ يَصِحَّ عَنْهُ فِيهِ قُرْآنٌ وَلَا سُنَّةٌ إِلَّا مَا ذَكَرْنَاهُ، فَمَنِ الَّذِي يُوصِلُ السَّامِعَ إِلَى أَيُّوبَ خَبَرهُ، أَمْ عَلَى أَيِّ لِسَانٍ سَمِعَهُ؟ وَالْإِسْرَائِيلِيَّاتُ مَرْفُوضَةٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ عَلَى الْبَتَاتِ، فَأَعْرِضْ عَنْ سُطُورِهَا بَصَركَ، وَأَصْمِمْ عَنْ سَمَاعِهَا أُذُنَيْكَ، فَإِنَّهَا لَا تُعْطِي فِكْرَكَ إِلَّا خَيَالًا، وَلَا تَزِيدُ فُؤَادَكَ إِلَّا خَبَالا". وقد صحح ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه ووافقه الذهبي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا تضمن مدة بلاء سيدنا أيوب عليه السلام، وبعض أحواله، غير أنه لم يذكر فيه ما جاء في السؤال من الدود، لكن مع ذلك فقد قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 5/318: "رفع هذا الحديث غريب جدا". وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
البحث