السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.السادة العلماء الأفاضل -بارك الله فالمرجو بيان درجة هذا الحديث ( كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده). وهل يصح الاستدلال به لمنع التبذير والإسراف في الاستهلاك؟
أخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك على الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ولم يذكر فيه لفظ: "والبسوا" وأخرجه أحمد وأبو داود الطيالسي والحارث بن أبي أسامة في مسانيدهم وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول. وذكروا فيها: "والبسوا". وقد أخرج الطرف الأول من الحديث النسائي في سننه وابن ماجه في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه. والبخاري تعليقا في صحيحه. وأخرج الطرف الثاني منه الترمذي في سننه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وقال: حديث حسن. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: هذا الحديث جامع لفضائل تدبير الإنسان نفسه، وفيه تدبير مصالح النفس والجسد في الدنيا والآخرة، فإن السرف في كل شيء يضر بالجسد ويضر بالمعيشة فيؤدي إلى الإتلاف ويضر بالنفس إذ كانت تابعة للجسد في أكثر الأحوال والمخيلة تضر بالنفس حيث تكسبها العجب وتضر بالآخرة حيث تكسب الإثم وبالدنيا حيث تكسب المقت من الناس".
البحث