السؤال

الحديث المتواتر

ما معنى الحديث المتواتر، ولماذا هو قليل جدا؟

الإجابة

عرفه ابن حجر بأنه ما له طرق كثيرة بلا حصر على عدد معين تحيل العادة والعقل تواطؤهم على الكذب، ورووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء، وكان مستندهم الحس، وأن يفيد خبرهم العلم لسامعه. وينقسم إلى متواتر لفظي: وهو ما تواترت ألفاظه ومعانيه وهو الذي قال عنه بن الصلاح أنه عزيز جدا بل لا يكاد يوجد. وقد رد العلماء على ابن الصلاح في ادعائه قلة وجود المتواتر اللفظي، قال الحافظ ابن حجر في توضيح النخبة ما ادعاه ابن الصلاح من العزة ممنوع وكذا ما ادعاه غيره من العدم لأن ذلك نشأ عن قلة الإطلاع على كثرة الطرق وأحوال الرجال وصفاتهم المقتضية لإبعاد العادة أن يتواطؤوا على الكذب أو يحصل منهم اتفاقاً، وقال: ومن أحسن ما يقرر به كون المتواتر موجوداً وجود كثرة في الأحاديث أن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقاً وغرباً المقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مصنفيها إذا اجتمعت على إخراج حديث وتعددت طرقه تعدداً تحيل العادة تواطؤهم على الكذب إلى آخر الشروط أفاد العلم اليقيني بصحة نسبته إلى قائله. وقد ألف العلماء كتبا جمعت المتواتر ومنهم السيوطي كتاب " الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" ومحمد بن جعفر الكتاني بكتابه " نظم المتناثر" متواتر معنوي: وهو ما تواتر معناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث فيها رفع اليدين في الدعاء، لكنها في قضايا مختلفة فكل قضية منها لم تتواتر والقدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع.