السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السادة العلماء الأجلاء بارك الله فيكم هل يكتفى في مفهوم الشذوذ/الشاذ -عند أهل الحديث- ب"مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه" وما علاقة هذا المصطلح بالعلة في اصطلاح المحدثين. جزاكم الله خيراً
استقر تعريف المحدثين للشاذ على أنه الحديث الذي خالف فيه الراوي الثقة رواية الأوثق منه، وهو بذلك معدود من أنواع الضعيف. ويستعمل الشاذ بمعنى أوسع وهو مخالفة الحديث للقرآن والحديث المتواتر والقواعد الشرعية المعتبرة، وهذا الاستعمال درج عليه الفقهاء قبل الإمام الشافعي رحمه الله، فيكون للشاذ معنيان واستعمالان بهذا الاعتبار. أما المعلل فهو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته، مع أن ظاهره السلامة منها، وذلك كأن يدخل الراوي حديثا في حديث أو يرفع الموقوف أو العكس على سبيل التوهم والغلط، وهو من أغمض الأنواع وأدقها، ولا يقوم به إلا من رزقه الله الفهم الثاقب والحفظ الواسع والمعرفة التامة بمراتب الرواة، والملكة القوية بالأسانيد والمتون, وبهذا يظهر أن الحديث الشاذ يغاير المعلل من حيث إن المعلل وقف على علته الدالة على جهة الوهم فيه، والشاذ لم يوقف فيه على علته.
البحث