السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مما اشترط العلماء في قبول رواية المتهم بالبدعة ان لا يروي ما يؤيد بدعته. فكيف نوجه رواية الإمام البخاري عن بعض المبتدعة (الشيعة) أحاديث في محبة الإمام علي رضي الله عنه؟
روى الإمام البخاري عن بعض من رمي بالتشيع وليس من غلاتهم، وقد بين الزيلعي في نصب الراية منهج روايته عنهم قائلا: "ولكن صاحبا الصحيح رحمهما الله إذا أخرجا لمن تكلم فيه فإنهم ينتقون من حديثه ما توبع عليه وظهرت شواهده وعلم أن له أصلا، ولا يروون ما تفرد به، سيما إذا خالفه الثقات". كما ذكر الإمام بن حجر في مقدمة الفتح "هدي الساري" أسماء الرجال الذين قدح فيهم ببدعة وذكر أن أغلب الذين قدح فيهم ببدعة التشيع هم من شيوخ البخاري عاصرهم وجالسهم والتقى بهم وأخذ عنهم، فهو يعرف أحاديثهم، وهم ممن يتصفون بالصدق والضبط والإتقان، وأن أغلب ما خرجه عنهم إنما هو في الشواهد، والمتابعات، ومما ثبت عنده من طرق أخرى غير طرقهم. ولذلك عرف عند أهل الحديث أن رواية المبتدع تقبل إذا لم يكن داعية إلى بدعته، ولم يكن ما رواه مؤيدا لبدعته.
البحث