السؤال

صحة حديث كفر تارك الصلاة

ما صحة حديث بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر

الإجابة

هو حديث صحيح، رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر». وهو بالمنصة برقم: 6264. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. والمراد بالكفر هنا الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة، وليس الكفر الذي يخرج من الإسلام، بدليل ما رواه مالك في الموطأ وأحمد في المسند وأبو داود والنسائي في سننهما، من حديث عبادة بن الصامت: «خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن، لم يضيع منهن شيئا، استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة. ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد. إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة». فلو كان كافرا بتركها دون جحود وجوبها ما دخل تحت المشيئة في العفو ودخول الجنة. والله أعلم. قال أبو الوليد ابن رشد: العمل ينقسم على قسمين: أحدهما عمل القلب، والثاني عمل الجوارح. فأما عمل القلب فإنه شرط في صحة الإيمان؛ لأن الإيمان هو التصديق الحاصل في القلب بأن الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. فمن قال بلسانه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولم يعتقد تصديق ذلك بقلبه فليس بمؤمن. وأما أعمال الأبدان من الوضوء والصلاة وسائر الطاعات، فإنها ليست بشرط في صحة الإيمان، وإنما الإيمان، هو شرط في صحتها إذا وجبت عليه بدخول وقتها؛ لأن الرجل إذا أسلم وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له واعتقد تصديق ذلك بقلبه، فهو مؤمن كامل الإيمان بإجماع من أهل العلم إن مات بفور ذلك قبل أن تجب عليه الصلاة بدخول وقتها كان من أهل الجنة، وإن لم يمت حتى وجبت عليه الصلاة بدخول وقتها لم تصح له الصلاة إلا بمقارنة الإيمان لها الذي هو شرط في صحتها كما ذكرناه. هذا ما لا اختلاف فيه ولا امتراء في صحته. وإن ترك الصلاة فلم يصلها بسهو أو نوم أو غفلة أو نسيان لم يقدح ذلك في صحة إيمانه، وكذلك إن تركها عمدا وهو مقر بفرضها ووجوبها لم يقدح ذلك أيضا في صحة إيمانه إلا أنه آثم عاص لله عز وجل، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد في بين إيمان وعمل». البيان والتحصيل 18/588.