السؤال

رؤية الجن

هل يمكن للإنسان رؤية الجن و ما صحة حديت الجن الدي قطع على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فامسكه و تدكر دعاء سليمان فعفى عنه

الإجابة

ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة، ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون - أو كلكم - ثم ذكرت قول أخي سليمان: {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}، فرده الله خاسئا ". ورقمه بالمنصة: 735. وفي رواية أبي الدرداء عند مسلم: " إن عدو الله إبليس، جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك، ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر، ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ". وهو بالمنصة برقم: 736. فتبين من خلال هاتين الروايتين أمران: الأول: أن رؤية الجن ليست مستحيلة. قال القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم: وفيه رؤية بنى آدم الجن، وقد جاءت بذلك عن السلف والصالحين أخبار كثيرة، ومجمل قوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُم} على الأغلب والأعم، ولو كانت رؤيتهم محالاً لما أخبر النبى - عليه السلام - بما أخبر وأراده حتى تَذكر خبر سليمان.... وقد قيل: إِنَّ رؤيتهم على خلقِهم وظهورهم ممتنعة؛ لظاهر الآية إِلا الأنبياء ومن خرقت له العادة، وإنما يراهم بنو آدم فى صور غير صورهم كما جاء فى الآثار من ذلك. الأمر الثاني: أن الجن الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يظهر بصورته النارية الحقيقية، وإنما تشكل في غيرها. ويؤيد هذا ما ذكره بدر الدين العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري، قال: فِيهِ دَلِيل على أَن الْجِنّ لَيْسُوا باقين على عنصرهم الناري، ..وَلَو كَانُوا باقين على عنصرهم الناري، وَأَنَّهُمْ نَار محرقة، لما احتاجوا إِلَى أَن يَأْتِي الشَّيْطَان أَو العفريت مِنْهُم بشعلة من نَار، ولكانت يَد الشَّيْطَان أَو العفريت أَو شَيْء من أَعْضَائِهِ إِذا مس ابْن آدم أحرقه، كَمَا تحرق الْآدَمِيّ النارُ الْحَقِيقِيَّة بِمُجَرَّد اللَّمْس، فَدلَّ على أَن تِلْكَ النارية انغمرت فِي سَائِر العناصر حَتَّى صَار إِلَى الْبرد وَيُؤَيّد ذَلِك قَوْله: (حَتَّى وجدت برد لِسَانه على يَدي). والله أعلم.