السؤال

أبو النبي صلى اله عليه وسلم

هل صحيح أن حديث النبي "أبي وأباك في النار"

الإجابة

هذا الحديث صحيح، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ولفظه: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ، أين أبي؟ قال: "في النار"، فلما قفى دعاه ، فقال: "إن أبي و أباك في النار". وأخرجه أبو داود. قال في الفتح الرباني 8/170: وورد بلفظ آخر من حديث سعد بن أبي وقاص بمثل لفظ رواية معمر عن ثابت عن أنس، فأخرج البزار والطبراني والبيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن إعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين أبي؟ قال في النار، قال فأين ابوك؟ قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار، وهذا إسناد على شرط الشيخين فتعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره، وقد زاد الطبراني والبيهقي في آخره قال فأسلم الأعرابي بعد فقال كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا، ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار، فهذه الزيادة أوضحت بلا شك أن هذا اللفظ عام هو الذي صدر منه صلى الله عليه وسلم ورآه الأعرابي بعد إسلامه أمرا مقتضيا للامتثال فلم يسمعه إلا امتثاله، ولو كان الجواب باللفظ الأول لم يكن فيه أمر بشيء البتة، وروى هذا اللفظ ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا وقال البوصيري عقبه : "هذا إسناد صحيح" وهذه ألفاظ لا تدل على الأب، أي "أبي وأباك" وخلاصة المعنى: اختلف العلماء في لفظ "أبي وأباك في النار" من جهة ثبوت لفظها، هل هي رواية بالمعنى، تصرف الرواة فيها، بينما أصلها رواية ما في حديث سعد وابن عمر رضي الله عنهما المذكورة هنا، وتوافق رواية معمر عن ثابت عن أنس، ام أنها ثابتة ولا تعل بغيرها كما ذهب إلى ذلك جمهور النقاد. أو هي لفظة ثابتة لكن وقع نسخها بحديث إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، وإيمانهما به، وصححه ابن حجر الهيثمي وابن المنير والسهيلي، وضعفه غيرهم من النقاد. وهناك رأي آخر للعلماء عليه العمل وهو التوقف، أي أن ظاهر هذا الحديث مما لم يتكلم فيه الصحابة ولا التابعون، والعلماء المرضيون، فلا يجوز القول بظاهره، ويبقى أمر أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حقوقه التي يجب تعظيمها، والامتناع عن الخوض فيها. وهو شأن علماء الأمة عبر التاريخ، وقد سئل أبو بكر عن لفظ هذا الحديث وأجاب بتشديد النكير على من قال بظاهر الحديث إلى حد اللعن، واعتبره إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم، نقله ابن الساعاتي في الفتح الرباني.