هل يصح هذا الحديث المروي: عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشعث، سيئ الهيئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما لك مال؟» قال: من كل المال قد آتاني الله عز وجل، قال: «فإن الله عز وجل، إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه»؟
أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده، والطبراني في معجميه الصغير والكبير، وابن حبان في صحيحه، من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشعث، سيئ الهيئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما لك مال؟" قال: من كل المال قد آتاني الله عز وجل، قال: "فإن الله عز وجل، إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه ". قال الطبراني: «لم يروه عن عبد الملك بن عمير إلا حماد بن سلمة، والمشهور من حديث أبي إسحاق السبيعي، واسم أبي الأحوص، عوف بن مالك الجشمي من جشم سعد بن بكر». قال فيه الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني في الصغير، ورجاله رجال الصحيح ». ومن طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه، أخرجه أبو داود في السنن، والنسائي في السنن الكبرى، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك بألفاظ متقاربة. قال فيه الحاكم في المستدرك: «هذا حديث صحيح الإسناد، وقد رواه جماعة من أئمة الكوفيين، عن أبي إسحاق، وقد تابع أبو الزعراء عمرو بن عمرو أبا إسحاق السبيعي في روايته عن أبي الأحوص ولم يخرجاه؛ لأن مالك بن نضلة الجشمي ليس له راو غير ابنه أبي الأحوص، وقد خرج مسلم، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه وليس له راو غير ابنه، وكذلك عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه، وهذا أولى من ذلك كله». ووافقه الذهبي في تلخيصه على المستدرك. وللحديث شواهد تعضد معناه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث عمران بن حصين، ومن حديث أبي هريرة، ومن حديث أبي سعيد الخدري، ومن حديث جابر. ساقها الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف.
البحث