ما درجة هذا الحديث: "أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله تعالى، وقلة الشيء"؟. بارك الله فيكم.
هذا الحديث اختلف في رفعه ووقفه، فأخرجه مرفوعا الطبراني في الكبير، وابن عدي في الكامل وتمام في الفوائد، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الآداب والشعب، كلهم من طريق العوام بن جويرية، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله تعالى، وقلة الشيء". ولفظ الطبراني وتمام: "الصبر وهو أول العبادة". ورواه موقوفا ابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان، وتمام في فوائده. قال فيه الحاكم في مستدركه: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وتعقبه الذهبي في تلخيصه على المستدرك وقال: «فيه العوام، قال ابن حبان يروي الموضوعات». وذكر ابن عدي في الكامل أن الأصل في هذا الحديث أنه موقوف على أنس، قال: «هذا الحديث الأصل فيه موقوف من قول أنس، وقد روي عن أسد بن موسى، عن أبي معاوية مرفوعا، وقد رفعه أيضا عن معاوية بعض الضعفاء، وحميد أضعف من ذلك الضعيف الذي رفع هذا الحديث». كما بين الدارقطني في كتاب العلل هذا الاختلاف في رفعه ووقفه فقال: «يرويه العوام بن جويرية، عن الحسن، عن أنس، حدث به عنه أبو معاوية الضرير، واختلف عنه. فرواه يحيى بن حسان، ويحيى بن يحيى، وحجاج بن محمد، ومحمد بن حاتم، عن أبي معاوية مرفوعا. وخالفهم أبو كريب، ومحمد بن يزيد الأدمي، فروياه، عن أبي معاوية، موقوفا. ويشبه أن يكون هذا من أبي معاوية، مرة كان يرفعه، ومرة يقفه».
البحث