السؤال

الصبر والإيمان

السلام عليكم ورحمة الله، ما درجة هذا الحديث: «الصبر نصف الإيمان»؟

الإجابة

روى الأئمة هذا الحديث مرفوعا وموقوفا، فأخرجه موقوفا وكيع في الزهد، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في معجمه الكبير، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في شعب الإيمان كلهم من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة قال: قال عبد الله: «الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله». ولفظ الحاكم جاء فيه: عن أبي ظبيان، قال: كنا نعرض المصاحف عند علقمة فقرأ هذه الآية: ﴿وفي الأرض آيات للموقنين﴾ فقال: قال عبد الله: اليقين الإيمان كله وقرأ هذه الآية: ﴿إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور﴾ [إبراهيم: 5] قال: فقال عبد الله: «الصبر نصف الإيمان». قال الحاكم عقبه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وقال المنذري في الترغيب والترهيب: «رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف وقد رفعه بعضهم». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح». وصحح الحافظ في الفتح رواية الطبراني بقوله: «وقال ابن مسعود اليقين الإيمان كله، هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح وبقيته: والصبر نصف الإيمان». وأخرجه مرفوعا ابن الأعرابي في معجمه، والقضاعي في مسند الشهاب، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم من طريق محمد بن خالد المخزومي، ثنا سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله". قال أبو نعيم في الحلية: «تفرد به المخزومي، عن سفيان بهذا الإسناد، ورواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن جرير النهدي، عن رجل من بني سليم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله». وحسن إسناده العراقي في تخريج أحاديث الإحياء بقوله: «أخرجه أبو نعيم في الحلية والخطيب في التاريخ من حديث ابن مسعود بسند حسن». وضعف رواية المرفوع ابن حجر في تغليق التعليق: «وقد روي مرفوعا من وجه لا يثبت». قال البيهقي في كتاب الآداب: «وروينا عن عبد الله بن مسعود مرفوعا وموقوفا، والموقوف أصح: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله». وكذلك أخرج شطر الحديث البخاري في صحيحه معلقا موقوفا على ابن مسعود.