السؤال

أخلاق أهل القرآن

ما حكم حديث: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من جد، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله تعالى".

الإجابة

أخرج هذا الحديث موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص ابن المبارك في الزهد من طريق إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عنه قال: «من قرأ القرآن فقد أدرجت ‌النبوة ‌بين ‌جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا من خلق الله أعطي أفضل مما أعطي، فقد حقر ما عظم الله، وعظم ما حقر الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يجهل فيمن يجهل، ولا يحد فيمن يحد، ولكن يعفو ويصفح». وأخرجه على هذا النحو ابن أبي شيبة في المصنف لكن عن إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن عبد اللَّه بن عمرو ولفظه: «من قرأ القرآن فكأنما ‌استدرجت ‌النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه». وهو كذلك عند الآجري في أخلاق أهل القرآن لكن من طريق خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود عنه. وهو موقوف في أكثر المصنفات. ولذلك قال البيهقي عقب إخراجه في شعب الإيمان: «هكذا جاء موقوفا». لكن أخرجه البعض مرفوعا، منهم الحاكم في المستدرك بنفس إسناد الآجري وإن كان هو عند الآجري موقوفا، وقال: «صحيح الإسناد». ومثله الطبراني في المعجم الكبير لكن من طريق ابن أبي المهاجر. قال فيه الهيثمي في مجمع الزوائد: «فيه إسماعيل بن رافع وهو متروك». وعليه، فلا يثبت هذا الحديث -إن ثبت- إلا موقوفا، وإلا فالراجح أنه ضعيف، والله أعلم.