السؤال

خصال الخير

هل هذا الحديث صحيح: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة".

الإجابة

هذا الحديث رواه ابن وهب في الجامع، وأحمد في المسند من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: ‌حفظ ‌أمانة، ‌وصدق ‌حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة". وأخرجه الحاكم في المستدرك من نفس طريق ابن لهيعة، لكنه جعله من حديث عبد الله بن عمر وليس ابن عمرو، ولم يعقب عليه بشيء. ورواه الطبراني في المعجم الكبير وقبله الخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن حجيرة، عن عبد الله بن عمرو. وذهب المنذري في الترغيب والترهيب إلى القول بأنه حسن فقال: «رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن». وتبعه في ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد. هذا على الرغم من أن إسناد أحمد مختلف عن إسناد الطبراني بزيادة ابن حجيرة بين الحارث وابن عمرو عند الطبراني. وهو بهذه الزيادة عند ابن أبي الدنيا في الصمت لكن بلفظ: "ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا..." الحديث. وعليه فلا يمكن أن يحكم بصحة السند الذي يخلو من ابن حجيرة لأن الحارث ليست له رواية عن ابن عمرو حسبما يستفاد من كتب الرجال، لاسيما وهو من رواية ابن لهيعة. وربما لهذا السبب ذهب الحافظ ابن حجر إلى القول بعدم صحته، فقال في إتحاف المهرة: «رواه الحاكم ولم يتكلم عليه، وليس هو من شرط الصحاح». ويقوي هذا وجود الحديث عند ابن المبارك في الزهد من كلام عبد الله ‌بن ‌عمرو بن العاص غير مرفوع، ولفظه: «... وأربع خلال إذا أعطيتهن لم يضرك ما عزل عنك من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف طعمة، وصدق حديث، وحفظ أمانة». ومع أن له مخرجا آخر عن ابن عباس إلا أنه لا يصح كذلك، كما نص على ذلك ابن عدي في الكامل حين أخرجه من رواية جعفر بن أحمد بن علي بن بيان الغافقي، عن سعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا، فقال: «أحاديثه كلها غير محفوظة -يقصد جعفرا الغافقي-، قال: وكان متهما بوضعها». لكن معنى الحديث يوافق ولا يخالف البتة ما جاءت به نصوص كثيرة في الحض على ما اشتمل عليه من الخصال. فهو من هذه الناحية حسن كما ذهب المنذري والهيثمي.