روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أذى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة في غيره"، ما درجة هذا الحديث؟ جزاكم الله خيرا.
هذا الحديث الوارد في السؤال جزء من حديث طويل أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان، والحارث بن أبي أسامة في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، وابن شاهين في فضائل رمضان وغيرهم من حديث سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء". قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم. فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة". وذكر العقيلي في الضعفاء الكبير جزءا منه ثم قال عقبه: «قد روي من غير وجه ليس له طريق يثبت بين». ولم يجزم ابن خزيمة بصحته فقال: «باب فضائل شهر رمضان، إن صح الخبر» ثم أورده. وضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير بقوله: «وهو حديث ضعيف، أخرجه ابن خزيمة، وعلق القول بصحته». وكذا ضعفه بدر الدين العيني في عمدة القاري بقوله: «ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس. قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس، قال صاحب (الميزان) إياس بن أبي إياس عن سعيد بن المسيب لا يعرف، والخبر منكر». والحديث موجود بالمنصة تحت رقم 11069.
البحث