السؤال

الصوم والفطر في السفر

روي عن عائشة، أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قصرت وأتممت، وأفطرت وصمت! قال: «أحسنت يا عائشة» وما عاب علي. ما درجة هذا الحديث؟

الإجابة

هذا الحديث رواه النسائي في مجتباه برقم 1456، والدارقطني في سننه برقم 2294، والطحاوي في مشكل الآثار 11/25، والبيهقي في السنن الكبرى برقم 5428، وفي معرفة السنن والآثار 4/253، عن العلاء بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن عائشة، أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة، قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي قصرت، وأتممت، وأفطرت، وصمت، قال: "أحسنت يا عائشة"، وما عاب علي. وحسن الدارقطني إسناده في السنن 3/162، وصححه البيهقي في معرفة السنن والآثار 4/253.، لكن استشكل متنه النووي في خلاصة الأحكام 2/727، وأنكره ابن حزم في المحلى 3/190، وابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق 520/2، بقوله: «هذا حديث منكر، ... فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان قط». ووافقه الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير 3/1076، وابن الملقن في البدر المنير 4/528. واستغرب هذا المتن ابن كثير في إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه 183/1 وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح 3/ 1002: «... [اتفق] أهل السير أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعتمر إلا أربع مرات كلهن في ذي القعدة، نعم أعمال العمرة التي مع حجته كانت في الحجة، وعلى تقدير صحته، معارض بما هو أصح من خبرها أيضا: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر، ويمكن الجمع بينهما بأن يقال: معنى قوله - عليه الصلاة والسلام - لها "أحسنت"، أي: فعلت فعلا جائزا إذ لا يحسن حمله على الإحسان المخالف لفعله الذي هو القصر الأفضل من الإتمام بالإجماع».