السؤال

مدح السخاء

روي عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال لي الزبير: «مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فجبذ عمامتي بيده فالتفت إليه فقال يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الأرض فيرزق الله كل عبد على قدر همته، يا زبير إن الله يحب السخاء ولو بفلق تمرة ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب». هل الحديث صحيح؟

الإجابة

ما ورد السؤال عنه ورد باللفظ الوارد فيه عند ابن عدي في الكامل في ترجمة عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قال لي الزبير بن العوام: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فجبذ عمامتي بيده فالتفت إليه، فقال: "يا زبير، إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الأرض ‌فيرزق ‌الله ‌كل ‌عبد ‌على ‌قدر همته، يا زبير إن الله يحب السخاء، ولو بفلقة تمرة ويجب الشجاعة، ولو بقتل الحية والعقرب". وأخرجه أبو نعيم في الحلية مختصرا عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال لي الزبير: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فجذب عمامتي فالتفت إليه فقال لي: "يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى ‌قرار ‌بطن ‌الأرض يرزق الله كل عبد على قدر همته ونهمته". وكلاهما عن أحمد بن عبد الله بن نافع بن ثابت، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر به. قال ابن عدي: وأحاديثه (أي عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام) عامتها مما لا يتابعه الثقات عليه. وهو بلفظ أطول عند الحكيم الترمذي في جامع الأصول بغير إسناد. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: «لا يصح». وتبعه في ذلك السيوطي فأورده في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة وقال: «لا يصح، عبد الله بن محمد يروي الموضوعات عن الأثبات». ومثله ابن عراق الكناني الذي أورده في كتابه في الموضوعات تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة. ومثلهم الفَتَّنِي الهندي في تذكرة الموضوعات. ولم يوافق أبو الفيض أحمد بن الصديق ابن الجوزي فيما ذهب إليه فقال في المداوي: «إنه أخطأ في ذلك، لأن عبد الله بن محمد الزبيري لم ينفرد به بل ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أنس». وحديث ابن عباس عند أبي نعيم في الحلية، وحديث أنس أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وفيمن حدث ونسى، وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة محمد بن عمر الواقدي. وهو معلول به. وبناء على قوله هذا وقول ابن عدي أعلاه يمكن القول بأن الحديث ليس موضوعا لأن له أصلا فهو ضعيف وقد يقال ضعيف جدا، وابن الجوزي وإن أورده في الموضوعات لم يحكم عليه بالوضع وإنما قال: «لا يصح» وهو ليس صريحا في الوضع لاسيما مع ما عرف عن ابن الجوزي من التساهل.