السؤال

فضل القرآن الكريم

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار». ما درجة هذا الحديث؟ وما معنى: "ماحل مصدق"؟

الإجابة

هذا الحديث أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ص: 82، عن أنس بن مالك بلفظ: "القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه"؛ ثم قال عقبه: «حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج، عن شريك، عن عاصم ابن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك، ولم يرفعه». وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1/331)، والبزار في البحر الزخار كما في كشف الأستار (1/78)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/389)، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار". وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/372)؛ وأبو بكر البزار في البحر الزخار كما في كشف الأستار (1/77)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (9/132)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه، ولفظ عبد الرزاق: «إن القرآن شافع ومشفع، وماحل مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار». قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/171): «رواه البزار.. موقوفا على ابن مسعود. وروي بإسناده عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بنحوه. ورجال حديث جابر المرفوع ثقات، ورجال أثر ابن مسعود فيه المعلى الكندي، وقد وثقه ابن حبان». لكن رجح الحافظ الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية (5/102) وقفه على ابن مسعود في قوله: «والصحيح، عن ابن مسعود، موقوف». وأما معنى "ماحل مصدق": قال الزمخشري في الفائق في غريب الحديث (3/349): «الماحل: السَّاعِي، يُقَال: محلت بفلان أمحل بِهِ وَهُوَ من الْمحَال. وَفِيه مطاولة وإفراط من المتماحل وَمِنْه الْمحل وَهُوَ الْقَحْط. والمتطول الشَّديد، يَعْنِي إنَّ من اتبعهُ وَعمل بِمَا فِيهِ فَهُوَ شَافِع لَهُ مَقْبُول الشَّفَاعَة فِي الْعَفو عَن فرطاته، وَمن ترك الْعَمَل بِهِ نم على إساءته وَصدق عَلَيْهِ فِيمَا يرفع من مساويه».