روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: "رب اغفر وارحم، واهدني السبيل الأقوم". ما صحة هذا الحديث؟
هذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف عن معمر، عن قتادة، عن أم الحسن: أنها سمعت أم سلمة تقول في سجودها وفي صلاتها: اللهم اغفر وارحم واهدنا السبيل الأقوم. قال: وذكره عبد الله بن كثير عن شعبة عن قتادة عن أم الحسن عن أم سلمة. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن إسحاق بن منصور عن هريم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي كثير مولى أم سلمة أن أم سلمة كانت إذا تعارت من الليل تقول: رب اغفر وارحم واهد السبيل الأقوم. ففي كليهما هو من فعل أم سلمة غير مرفوع. وأخرجه مرفوعا الإمام أحمد وأبو يعلى في مسنديهما وغيرهما من طريقين عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن البصري عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "رب اغفر لي وارحمني واهدني السبيل الأقوم". ومع أن هذا الإسناد حسّنه الهيثمي في مجمع الزوائد لكن الصحيح أنه منقطع، لأن الحسن لم يسمع من أم سلمة؛ قال علي بن المديني فيما نقله عنه العلائي في المراسيل: «رأى الحسن أم سلمة ولم يسمع منها». يضاف إلى ذلك أن علي بن زيد بن جدعان الذي في إسناده ضعيف. ولعل إخراج عبد الرزاق وابن أبي شيبة له موقوفا على أم سلمة هو ترجيح منهما له على الطريق المرفوعة. وإلى تضعيف الحديث مال البوصيري فقال في إتحاف الخيرة: «هذا إسناد ضعيف، لضعف على بن زيد بن جدعان». وهذا هو المعتمد، والله أعلم.
البحث