يقول الله عز وجل: إني لأجِدني أستحي من عبدي يرفع إليَّ يديه يقول: يا رب، يا رب فأردهما، فتقول الملائكة إليَّ هنا: إنَّه ليس أهلًا لتغفر له! فأقول: ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة، أُشهدكم أني قد غفرت لعبدي. ما درجة صحة هذا الحديث ؟
هذا الحديث أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 2/34، معلقا بلفظ: قال عليه السلام: "يقول الله تعالى: إني لأجدني أستحيي من عبدي يرفع يديه إلي ثم أردهما صفرا، قالت الملائكة: إلهنا ليس لذلك بأهل، قال الله تعالى: لكني أهل التقوى وأهل المغفرة، وأشهدكم أني قد غفرت له". قال: "ويقول الله تعالى: إني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار". وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير في ترجمة أيوب بن ذكوان مختصرا 114/1، وأسند إلى البخاري قوله فيه: «أيوب بن ذكوان عن الحسن منكر الحديث روى عنه أخوه نوح بن ذكوان». ثم قال العقيلي: «لا يتابع عليه، وقد روي من غير هذا الوجه بغير هذا اللفظ بإسناد لين». وأخرجه ابن حبان في المجروحين 1/168، في ترجمة أيوب بن ذكوان هذا، وقال: «يروي عن الحسن وغيره المناكير ولا أعلم له راويا غير أخيه فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أخيه». ثم قال بعد أن أسند له حديثين هذا منهما: «وهذان منكران باطلان لا أصل لهما». وقال في ترجمة أخيه نوح 3/ 47: منكر الحديث جدا ولست أدري أتفرد بها أو شارك أخاه ـ أيوب ـ فيها وعلى الوجهين جميعا يجب التنكب عن حديثهما لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات. وأسنده ابن عدي في الكامل 2/20، في ترجمة أيوب بن ذكوان، ثم قال: «وأيوب بن ذكوان هذا له غير ما ذكرته من الحديث قليل، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه». وأورده ابن الجوزي ـ لشدة نكارته ـ في الموضوعات 177/1.
البحث