السؤال

نسبة الحديث

أمرت أن أحكُم بالظاهر, والله يتولَّى السرائر. هل هذا حديث ؟

الإجابة

قال الإمام السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة (1/311): «اشتهر بين الأصوليين والفقهاء، بل وقع في شرح مسلم للنووي في قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"، ما نصه: «معناه: إني أمرت بالحكم الظاهر، واللَّه يتولى السرائر، كما قال صلى الله عليه وسلم»، ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له، وكذا أنكره المزي وغيره. نعم في صحيح البخاري عن عمر: إنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، بل وفي الصحيح من حديث أبي سعيد رفعه: "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس"، وفي المتفق عليه من حديث أم سلمة: "إنكم تختصمون إليَّ فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه، فلا يأخذ منه شيئا". قال ابن كثير: إنه يؤخذ معناه منه، وقد ترجم له النسائي في سننه، باب الحكم بالظاهر، وقال إمامنا ناصر السنة أبو عبد اللَّه الشافعي رحمه الله عقب إيراده في كتاب الأم: «فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه إنما يقضي بالظاهر، وأن أمر السرائر إلى اللَّه» ... ثم رأيت في الأم بعد ذلك، قال الشافعي: «روي أنه صلى الله عليه وسلم، قال: "تولى اللَّه منكم السرائر، ودرأ عنكم بالبينات"». وكذا قال ابن عبد البر في التمهيد: «أجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر، وأن أمر السرائر إلى اللَّه». قال الإمام جلال الدين السيوطي في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (ص54): «لا يعرف بهذا اللفظ. قلت: هذا من كلام الشافعي في الرسالة. وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في تخريج أحاديث المختصر: لم أقف له على سند». قال الملا علي القاري في المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ص58): «جَزَمَ الْعِرَاقِيُّ وَغَيْرُهُ بِأَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ». قال القاوقجي في اللؤلؤ المرصوع (ص48): «أنكرهُ ابْن الملقن فِي تَخْرِيج الْبَيْضَاوِيّ». وانظر كتاب: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة المعروف بالموضوعات الكبرى، وكتاب المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (الموضوعات الصغرى) للملا علي الهروي القاري (ت 1014هـ).