حديث :" من قتل عبده قتلناه " هل هو حديث صحيح ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الحديث أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي كلهم من طريق الحسن البصري عن سمرة مرفوعا ولفظه عند أحمد في المسند : عن الحسن عن سمرة ولم يسمعه منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه" فقد حكم عليه الإمام أحمد بالانقطاع وقال الترمذي حديث حسن غريب، ونقل عن البخاري سماع الحسن من سمرة ولهذا الاختلاف حسنه. وقَالَ الْحَاكِم : إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ . ثمَّ ذكر لَهُ شَاهدا. وقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هُوَ مُنْقَطع . ثم ساق جهة تضعيفه من خلال معارضته للعمل عند أهل الفتوى قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وثنا عبد الله بن وهب (قَالَ) أَخْبرنِي ابْن أبي ذِئْب وَمَالك بن أنس ، عَن ابْن شهَاب أَنه قَالَ : «لَا قَود بَين الْحر وَالْعَبْد فِي شَيْء إِلَّا أَن العَبْد إِذا قتل الْحر عمدا قتل بِهِ» . وَقَالَ لي مَالك مثله . قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وروينَا عَن ابْن جريج ، عَن عَطاء مثله . قَالَ الْبَيْهَقِيّ : أما حَدِيث الْحسن عَن سَمُرَة مَرْفُوعا : «من قتل عَبده قَتَلْنَاهُ ، وَمن جدعه جدعناه ، وَمن خصاه خصيناه» . قَالَ قَتَادَة : ثمَّ إِن الْحسن نسي هَذَا الحَدِيث فَقَالَ : «لَا يقتل حر بعبدٍ» ويشبه أَن يكون الْحسن لم ينس الحَدِيث لَكِن رغب عَنهُ لضَعْفه ، وَأكْثر أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ رَغِبُوا عَن رِوَايَة الْحسن عَن سَمُرَة . وَأجَاب ابْن الْجَوْزِيّ فِي التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 310) بقوله:"وَالْجَوَاب من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن هَذَا الحَدِيث مُرْسل لِأَن الْحسن لم يسمع من سَمُرَة قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان الْحَافِظ لم يلق الْحسن سَمُرَة وَالثَّانِي أَن هَذَا عَلَى وَجه الْوَعيد وَقد يتواعد بِمَا لَا يفعل كَمَا قَالَ من شرب الْخمر فِي الرَّابِعَة فَاقْتُلُوهُ هَذَا مَذْهَب ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ الصَّحِيح"
البحث