ما معنى المتابعات والشواهد وما الفرق بينهما، وما اهميتها ؟
المتابعة أن يوافق الراوي غيرُه في رواية الحديث عن شيخه أو شيخ شيخه إلى آخر الاسناد مع الاتحاد في الصحابي. وهي قسمان: تامة وهي الموافقة التي تحصل للراوي نفسه في شيخه. مثال ذلك: ما رواه الشافعي عن مالِكٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمر، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: "الشهرُ تِسْعٌ وعِشرون، فلا تَصوموا حتَّى تَروُا الهِلالَ، ولا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْه، فإنْ غُمَّ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين". فقد وافق الشافعي في رواية الحديث عن مالك بهذا اللفظ عبدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ عند البخاري في صحيحه. والقاصرة: وهي الموافقة التي تحصل للراوي في شيخه فمن فوقه. مثال ذلك: ما رواه الشافعي عن مالِكٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمر، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: "الشهرُ تِسْعٌ وعِشرون، فلا تَصوموا حتَّى تَروُا الهِلالَ، ولا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْه، فإنْ غُمَّ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين". فقد حصلت فيه الموافقة لمن فوق مالك شيخ الشافعي وهو عبد الله بن دينار، ووافقه نافع، من طريق عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر بلفظ "فاقدروا له ثلاثين" . والحديث في صحيح مسلم برقم 1080. أما الشاهد فهو: أن يُرْوَى المتن مِن حديثِ صحابيٍّ آخَرَ يَشْبَهُهُ في اللَّفظِ والمعنى، أَو في المعنى فقطْ. مثال للحديث المذكور عن ابن عمر، ما رواه النسائي في سننه برقم 2124 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين». فقد وافقه في اللفظ والمعنى. ومثال موافقته في المعنى فقط ما رواه البخاري برقم 1909 عن أبي هريرة مرفوعا: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.». تراجع نزهة النظر لابن حجر: 88. ومن أمثلة ما تقدم يتضح أن الفرق بينهما هو الاختلاف في الصحابي الذي رفع الحديث، ففي المتابعة يكون الصحابي نفس الراوي، وفي الشواهد يتعدد الصحابي. وتكمن أهمية الاعتبار بالمتابعات والشواهد في أنه يوقفنا على الطرق التي تصلح لتقوية الأحاديث، والتي لا تصلح، فإن تتبع روايات الحديث الواحد في الكتب الحديثية يكشف نوعيتها، ويبين الصحيح منها من السقيم؛ فقد يكون للإسناد الضعيف إسناد آخر صحيح، وقد يكون الإسناد صحيحا في الظاهر، ويكون للحديث إسناد آخر يبين علته، كما أن العلل الخفية لا تعرف إلا بالتتبع، من هنا تتبين أهمية جمع الطرق للوصول إلى الحكم الصحيح على الحديث، قال علي بن المديني رحمه الله: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" الجامع لأخلاق الراوي 2/212.
البحث