قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا، الجار الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء) ما درجة صحة هذا الحديث ؟ وما المستفاد منه ؟
أخرج هذا الحديث باللفظ الوارد في السؤال الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين، وابن قانع في معجم الصحابة من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، عن جميل، عن نافع بن عبد الحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح، والمنزل الواسع، والمركب الهنيء". وأخرجه قبل الحاكم أحمد بن حنبل في المسند 24/86، والبخاري في الأدب المفرد ص: 54، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير 1/187، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/311، والروياني في المسند 2/480، والطحاوي في مشكل الآثار 7/207. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد». وفي بيان ما يستفاد من الحديث يقول المناوي في فيض القدير: «(ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار الصالح) أي المسلم الذي لا يؤذي جاره، (والمسكن الواسع) أي الكثير المرافق بالنسبة لساكنه، ويختلف سعته حينئذ باختلاف الأشخاص، فرب واسع لرجل ضيق على آخر ، وعكسه، (والمركب الهنيء) أي الدابة السريعة غير الجموح والنفور والخشنة المشي التي يخاف منها السقوط وانزعاج الأعضاء وتشويش البدن. وفي إفهامه أن الجار السوء، والمسكن الضيق، والمركب الصعب، من شقاوته ،وبذلك أفصح في رواية ابن حبان وجعلها أربعا بزيادة خصلة في كل من الجهتين».
البحث