السؤال

التوضأ من مس الذكر

ما درجة هذا الحديث: «من مس ذكره فليتوضا وما الحكم المستفاد منه

الإجابة

هذا الحديث أخرجه الإمام مالك في موطئه، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، وفيه، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان، ومن مس الذكر الوضوء؟، فقال عروة ما علمت هذا، فقال مروان بن الحكم، أخبرتني بسرة بنت صفوان، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ." ولفظ: أبي داود: "من مس ذكره فليتوضأ". قال ابن عبد البر في التمهيد: كان يحيى بن معين يقول أصح حديث في مس الذكر حديث مالك عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة. ويستفاد من الحديث وجوب الوضوء على من مس ذكره ، وإليه ذهب المالكية، وأجابوا على من رد الحديث واستند إلى حديث "طلق بن علي"، وفيه عن قيس بن طلق قال: قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل كأنه بدوي فقال: ما ترى في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ، فقال: "هل هو إلا بضعة منك" بأجوبة ذكرها ابن العربي، ومنها أن الحديث أسنده مالك وهو حجة. وقال أيضا: أخبارنا أصح إسنادا من ستة أوجه : الأول: قال البخاري ويحيى بن معين أصح شيء في الباب حديث بسرة، وصحح أحمد حديث أم حبيبة، وصحح ابن السكن حديث أبي هريرة، قال أحمد وعلي ويحيى بن المديني طلق لا يحتج بحديثه. الثاني: أن خبرنا أكثر رواة ونقلة، لأنه نقله جماعة من الصحابة، وخبرهم نقله واحد. الثالث: أن خبرنا رواه أبو هريرة وهو أسلم عام خيبر، وروته بسرة وهي أسلمت عام الفتح، وطلق وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ذلك حين كان يبني المسجد في صدر الإسلام . الرابع: أخبارنا أحوط للعبادة. الخامس: يحتمل خبرهم أن يكون أراد به مسه خلف حائل، وهو الظاهر من حال المصلى حال الصلاة. السادس: أن خبرنا مفيد، لأنه ينقل العبادة إلى العبادة، وخبرهم لا يفيد شيئا، لأنه ينفي الأصل."عارضة الأحوذي،118-119".