السؤال

استفسار

ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال أهل المغرب ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة». تحديدا أهل المغرب هل هو المغرب الأقصى أم الغرب الإسلامي عامة ؟ جزاكم الله خيرا

الإجابة

الحديث باللفظ الوارد في السؤال رواه أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم المسمى: "المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم" عن سعد بن أبي وقاص ‌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ‌يزال ‌أهل ‌المغرب ‌ظاهرين إلى أن تقوم الساعة". وهو في المنصة برقم: 11220. وأخرجه مسلم في الصحيح بلفظ "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة". وهو في المنصة برقم: 3263. وبه يكون الحديث بهذا اللفظ صحيحا، كما أنه صحيح بألفاظه الأخرى. وأما معنى الحديث والمقصود بلفظة "الغرب" و"المغرب" فقال الإمام القرطبي في {المفهم}: "وقد اختلف في من هذه الطائفة؟ وأين هم؟ فقال علي بن المديني: هم العرب، واستدل برواية من روى: (وهم أهل الغرب)، وفسر (الغرب) بالدلو العظيمة. وقيل: أراد بالغرب: أهل القوة، والشدة، والحد. وغرب كل شيء حده. وقيل: أراد به: غرب الأرض. وهو ظاهر حديث سعد بن أبي وقاص، وقال فيه: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة)، ورواه عبد بن حميد وقال فيه: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله). ورواه بقي بن مخلد في مسنده كذلك: (لا يزال أهل المغرب) كذلك. قلت: وهذه الروايات تدل على بطلان التأويلات المتقدمة، وعلى أن المراد به أهل المغرب في الأرض، لكن أول المغرب بالنسبة إلى المدينة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو الشام، وآخره: حيث تنقطع الأرض من المغرب الأقصى وما بينهما، كل ذلك يقال عليه: مغرب. فهل أراد المغرب كله، أو أوله؟ كل ذلك محتمل، لا جرم قال معاذ في الحديث الآخر: (هم أهل الشام). ورواه الطبري وقال: (هم ببيت المقدس). وقال أبو بكر الطرطوشي في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب، بعد أن أورد حديثا في هذا المعنى؛ قال- والله تعالى أعلم-: هل أرادكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أراد بذلك جملة أهل المغرب؛ لما هم عليه من التمسك بالسنة والجماعة، وطهارتهم من البدع والإحداث في الدين، والاقتفاء لآثار من مضى من السلف الصالح؟ والله تعالى أعلم".