السؤال

صلاة الليل

وما درجة صحة حديث: إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدار ليصلون بصلاته؟

الإجابة

هو حديث طويل ذكره ابن الأنباري في كتابه إيضاح الوقف والابتداء والآجري في أخلاق أهل القرآن وابن الجوزي في كتابه الموضوعات وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء وسكان الدار يصلون بصلاته ويسمعون لقراءته، فإذا مضت هذه الليلة أوصت الليلة المستأنفة فقالت تحفظي لساعاته وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه وكفنوه جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا دفن وجاء منكر ونكير خرج حتى صار فيما بينه وبينهما فيقولان إليك عنا فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبدا حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما. قال: ثم ينظر إليه فيقول هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك وأظمى نهارك وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن. قال ثم يعرج القرآن إلى الله عز وجل فيسأله له فراشا ودثارا وقنديلا. فيأمر له بفراش ودثار وقنديل من نور الجنة وياسمين من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربي ملائكة سماء الدنيا، فيسبقهم إليه القرآن فيقول: هل استوحشت بعدي فإني لم أزل حتى أمر الله بفراش ودثار من الجنة وقنديل من الجنة وياسمين من الجنة فيحملونه ثم يفرشونه ذلك الفراش ويضعون الدثار عند رجليه والياسمين عند رجليه والياسمين عند صدره ثم يضجعونه على شقه الأيمن ثم يخرجون عنه فلا يزال ينظر إليهم حتى يلجوا في السماء، ثم يرفع له القرآن في قبلة القبر فيوسع له مسيرة خمس مائة عام أو ما شاء الله، ثم يحمل الياسمين فيضعه عند منخريه ثم يأتي أهله كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه بخبرهم ويدعو لهم بالخير والثواب، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء أتاهم كل يوم مرة أو مرتين فبكى عليهم حتى ينفخ في الصور". وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بلفظ قريب منه. قال ابن الجوزي في الموضوعات: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به داود، وقال العقيلي: حديث داود باطل لا أصل له، ثم فيه الكديمى، وكان وضاعا للحديث". وأخرجه البزار في مسنده من حديث معاذ بن جبل، قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: "في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة وقد تكلم فيه العقيلي وغيره، ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفا عليه ولعله أشبه". وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة وقال معقبا عليه: "وله شاهد من حديث معاذ بن جبل وفيه انقطاع ".