السؤال

صحة حديث الحرب

المراة التي سالت النبي متى تنتهي الحرب...فرد عليها صلى الله عليه و سلم حين يمتلئ الوعاء ب حسبنا الله و نعم الوكيل

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سألتِ امرأةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم - وقد كانوا في حالة حرب - قالت له: متى ستنتهي هذه الحرب؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: عندما يمتلئ الوعاء بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل". لم نقف على حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ في المظان التي بين أيدينا، لكن صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل في غزوة حمراء الأسد، عندما قال له ركب من عبد القيس إن قريشا قد أجمعوا الرجعة عليكم. فأنزل الله تعالى في ذلك: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران:173) وجاء في صحيح البخاري: عن ابن عباس: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. (6/38 – 4563)، وأخرج الترمذي في جامعه عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ» فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: " قولوا: ‌حسبنا ‌الله ‌ونعم ‌الوكيل على الله توكلنا " وقال: «هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه هذا، (4/198 – 2431) وقد روي هذا الحديث بطرق وألفاظ متقاربة، ففي هذا الحديث إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه إلى الرجوع إلى الله تعالى، والاعتماد عليه، والتبرؤ من الحول، والقوة، والنظر إلى أفعالهم، والاعتماد على أعمالهم، والسكون إلى شيء دون الله في أحوالهم، ألا يرى أنهم لما غيروا، وألقوا بأيديهم، وتثاقلوا في نفوسهم، لم يدلهم على عمل من أعمالهم يرجعون إليه، ولا أمرهم بفعل شيء من أفعالهم، يعتمدون عليه، بل ردهم إلى الله، وصرفهم عما سواه إليه، فقال: " قولوا: حسبنا الله " إظهارا للافتقار، وإقرارا بالاضطرار، وأنه لا نجاة من الله إلا بالله، ولا مفر منه إلا إليه، قال الله تعالى: ﴿ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين﴾ (الذاريات: 50) (بحر الفوائد للكلا باذي: ص: 138).