السؤال

تخريج الرواية

أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَالَتْ كَانَ غَشِيَنِي فَقَالَ عليه السلام لَهَا كَذَبْت فِي قَوْلِك الْأَوَّلِ فَلَنْ أُصَدِّقَك فِي الْآخَرِ فَلَبِثَتْ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ عليه السلام ثُمَّ أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَتْ: أَرْجِعُ إلَى زَوْجِي الْأَوَّلِ فَإِنَّ زَوْجِي الْآخَرَ قَدْ مَسَّنِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ عَهِدْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَك مَا قَالَ فَلَا تَرْجِعِي إلَيْهِ فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ أَتَتْ عُمَرَ رضي الله عنهما فَقَالَ لَهَا لَئِنْ أَتَيْتنِي بَعْدَ مَرَّتِك هَذِهِ لَأَرْجُمَنَّكِ فَمَنَعَهَا

الإجابة

أصل القصة في الموطإ والصحيحين، ولفظهما عن ‌عائشة: «أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن رفاعة طلقني فبت طلاقي، وإني نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، وإنما معه مثل الهدبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى ‌يذوق ‌عسيلتك وتذوقي عسيلته.» أما اللفظ الوارد في السؤال فرواه الثعلبي، والبغوي، والنسفي في تفاسيرهم عن عائشة أم ‌‌المؤمنين رضي الله عنها ورواه ابن الأثير في أسد الغابة بتمامه عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضيري، كانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك، وهو ابن عمها، فطلقها طلاقا بائنا، وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، ثم طلقها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله، إن زوجي طلقني قبل أن يمسني، فأرجع إلى ابن عمي زوجي الأول؟ فقال النبي: " لا، حتى يكون مس" فلبثت ما شاء الله، ثم أتت النبي فقالت: يا رسول الله، إن زوجي الذي كان تزوجني بعد زوجي الأول كان قد مسني. فقال النبي: " كذبت بقولك الأول فلن أصدقك في الآخر "، فلبثت ما شاء الله، ثم قبض النبي صلى الله عليه وسلم فأتت أبا بكر فقالت: يا خليفة رسول الله، ‌ارجع ‌إلى ‌زوجي ‌الأول فإن الآخر قد مسني. فقال لها أبو بكر: وقد عهدت رسول الله حين قال لك، وشهدته حين أتيته، وعلمت ما قال لك، فلا ترجعي إليه، فلما قبض أبو بكر رضي الله عنه أتت عمر بن الخطاب، فقال لها: لئن أتيتني بعد مرتك هذه لأرجمنك، وكان فيها نزل: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره}. ونسبه الزيلعي إلى عبد الرزاق في مصنفه وقال: قلت يقرب منه ما رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة فذكره بلفظ الصحيح.