السؤال

الحزورة

ما صحة حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على الحزورة وقال والله إنك لخير بلاد الله وأحب بلاد الله إلى الله؟ زما معنى الحزورة؟

الإجابة

وعليكم السلام قال الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري (3/ 21) بعد ذكر هذا الحديث: "قلت: روي من حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس؛ أما حديث عدي بن الحمراء فرواه الترمذي في المناقب في باب فضل مكة والنسائي وابن ماجة في الحج من حديث عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال رأيت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} واقفا على الحزورة وهو يقول والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله على الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" انتهى هكذا لفظهم الثلاثة "ولولا أني أخرجت". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد رواه يونس عن الزهري كما رواه عقيل. ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي {صلى الله عليه وسلم}، وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عندي أصح انتهى ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول. ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الهجرة وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلي الموصلي والدارمي والبزار في مسانيدهم. قال البزار ولا يعلم لعبد الله بن عدي بن الحمراء غير هذا الحديث انتهى ورواه النسائي أيضا من حديث صالح بن كيسان عن الزهري به سواء. ورواه البيهقي في دلائل النبوة من حديث شعيب عن الزهري به سواء وله طريق آخر عند الطبراني أخرجه عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عدي بن الحمراء فذكره بلفظ السنن. قال الدارقطني ذكر أحاديث رجال من الصحابة رووا عن النبي {صلى الله عليه وسلم} رويت أحاديثهم من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها ولم يخرجا من أحاديثهم شيئا يعني البخاري ومسلما فيلزم إخراجها على مذهبهما؛ فذكر جماعة منهم عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد ابن جبير بن مطعم قاله الزهري عنهما انتهى. وأما حديث أبي هريرة فرواه أحمد في المسند، والنسائي من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال وقف رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في سوق الحزورة بمكة وقال والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت انتهى. وذكره ابن عبد البر في التمهيد وقال: هذا حديث صحيح رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وعن عبد الله بن عدي بن الحمراء جميعا وكذلك رواه عبد الرازق في مصنفه أنا معمر به سواء. وعن عبد الرازق رواه إسحاق بن راهويه في مسنده. وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة وقال فيه: "لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" انتهى. ثم قال البيهقي: "هذا وهم وهم فيه معمر، وقد رواه بعضهم أيضا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وهو أيضا وهم. والصحيح حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء". انتهى ومن طريق عبد الرازق أيضا رواه البزار في مسنده وقال لا نعلم رواه عن الزهري إلا معمر وبهذا الحديث استدل أحمد على تفضيل مكة على المدينة. وأما حديث ابن عباس فرواه الترمذي من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم ثنا سعيد بن جبير، وأبو الطفيل عن ابن عباس قال: قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لمكة ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" انتهى قال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه انتهى وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "روى الترمذي بعضه. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات" وذكره الهيثمي في مجمعه وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، والحزورة: هو موضع عند باب الحناطين وهو بوزن قَوْرَة قال الشافعي الناس يشددون الحزورة والحديبة وهما مخفقتان. النهاية 1/ 380.