أخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبـي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون". أخرج مسلم، والترمذي عن معاوية: "أن النبي صلى الله عليه وسلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده، فقال: "إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا السؤال مكون من حديثين: الأول: " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون" روي عن أبي سعيد الخدري، أخرجه الإمام أحمد في مسنده (18/212- 11674) وابن حبان في صحيحه (3/99- 817) والطبراني في الدعاء، والحاكم في المستدرك، وقال: هذه صحيفة للمصريين صحيحة الإسناد، (1/677- 1839)، والبيهقي في الشعب. قال الهيثمي في مجمعه بعد ما أورده: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه دراج، وقد ضعفه جماعة، ووثقه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات. وعد ابن عدي في الكامل هذا الحديث مما لم يتابع عليه دراج. ونقل عن يحيى بن معين قبوله لهذه الرواية ورد غيره لها. قال في الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 10): ذَكَرَ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَن عَبَّاسٍ قَالَ سُئِلَ يَحْيى عَنْ حَدِيثِ دَرَّاجٍ، عَن أَبِي الْهَيْثَمِ، عَن أَبِي سَعِيد قَال: مَا كَانَ هَكَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ دراج يُحَدِّثُ، عَن أَبِي الْهَيْثَمِ، عَن أَبِي سَعِيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالأَسْحَارِ وَيَرْوِي أَيضًا اذْكُرِ اللَّهَ حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ قال هما ثقة دراج وأبو الهيثم. والثاني: صحيح أخرجه مسلم في صحيحه: عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: "ما أجلسكم؟" قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال: "آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟" قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني، أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة". وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه والترمذي في جامعه.
البحث