السلام عليكم ما حكم هذا الحديث: ثلاث من كنوز البر إخفاء الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان الشكوى؟
عليكم السلام ورحمة الله، أخرج هذا الحديث أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كنوز البر، إخفاء الصدقة، وكتمان الشكوى، وكتمان المصيبة"، يقول الله تعالى: "إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فإن أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي" وقال عقبه: «تفرد به الجارود عن سفيان». والحديث أورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى الطبراني في الكبير وأبي نعيم في الحلية ورمز لضعفه. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال:" هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد بِهِ الْجَارُود عَنْ سُفْيَان. قَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مُنكر الْحَدِيث، وَكَانَ أَبُو أُسَامَة يرميه بِالْكَذِبِ وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: الْجَارُود يرْوى عَنِ الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْهَا هَذَا الْحَدِيث" لكن تعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة؛ حيث قال: «لا يصح تفرد به الجارود وهو متروك (قلت) ولم يتهم الجارود بوضع وللحديث شواهد». وكذلك ابن عراق في تنزيه الشريعة بقوله: «ولا يصح فيه الجارود بن يزيد (تعقب) بأن الجارود لم يتهم بوضع (قلت): هذا ممنوع كما يعرف بمراجعة المقدمة الله تعالى أعلم، ولأول الحديث شواهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني بسند جيد ومن حديث ابن عمر أخرجه البيهقي في الشعب من ثلاثة طرق ومن حديث ابن مسعود أخرجه تمام في فوائده ومن حديث علي أخرجه الخطيب من طريق الحارث الأعور ولبقيته شواهد ستأتي في الذي بعده». قال أحمد بن الصديق الغماري في «المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي» (3/ 312): «قال في الكبير: أورده ابن الجوزى في الموضوع، وقال: تفرد به الجارود، وهو متروك، وتعقبه المؤلف بأنه لم يتهم بوضع بل هو ضعيف، قال الحافظ العراقى: ورواه أيضًا أبو نعيم في كتاب "الإيجاز وجوامع الكلم" من حديث ابن عباس، وسنده ضعيف. قلت: المصنف لم يقتصر في التعقب على ما نقله الشارح، بل ذكر للحديث شواهد من حديث ابن عمر وابن مسعود وابن عباس وعلى، وأكثر من ذكر المخرجين، ثم إن لحديث أنس طريق آخر لم يذكره المصنف في التعقب، أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، إلا أنه من رواية داود بن المحبر عن عنبسة ابن عبد الرحمن، وهما كذابان، وقد ذكرته مع غيره في المستخرج على مسند الشهاب»
البحث