السؤال

هل الرسول خلق نوره قبل الخلق

هل صحيح ان الرسول عليه الصلاة والسلام خلق نوره قبل الخلق، وحديث: ((لما اقترف آدم الخطيئة، قال: يا ربِّ، أسألك بحق محمَّد لَمَا غفرتَ لي، فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقْه؟ قال: يا رب، لأنَّك لما خلقتني بيدك، ونفخت فيَّ من رُوحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضِفْ إلى اسمك إلا أحبَّ الخلق إليك، فقال الله: صدقتَ يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقِّه، فقد غفرت لك، ولولا محمَّد ما خلقتك)).صحيح؟ و حديث "اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" ما مدى صحته؟ ارجو الإجابة و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابة

الحديث الأول: رواه الطبراني في الأوسط 6/313، وفي الصغير 2/182، والحاكم في المستدرك 11/574، وابن عساكر في تاريخ دمشق 7/437، والبيهقي في دلائل النبوة 5/489، وقال: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه وهو ضعيف. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 504، في ترجمة أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري: روى عن إسماعيل بن مسلمة ابن قعنب، عن عبد الرحمن بن يزيد بن سلم خبرا باطلا فيه: يا آدم لولا محمد ما خلقتك. ونقل عنه ابن الملقن في مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم: 2/ 1069: أنه قال فيه: موضوع، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم المذكور في إسناده واه. وهو في المنصة برقم: 11393. والأثر الآخر: يعزى لعبد الرزاق في مصنفه، عزاه هكذا القسطلاني في المواهب اللدنية موردا إياه على سبيل الاستدلال، وعنه نقل العجلوني في كشف الخفاء ولم يتعرض له بتضعيف بل نقل تفسير القسطلاني له. وهو من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال: يا جابر، إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء ‌نور ‌نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم، ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء، ولا أرض ولا شمس ولا قمر، ولا جِنِّيٌ ولا إنسي، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الأول السماوات، ومن الثاني الأرضين ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم- وهي المعرفة بالله- ومن الثالث نور أنسهم، وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. لكن النسخة المطبوعة من المصنف لا يوجد فيها هذا الحديث، ومن ثم حكم بعض العلماء بوضعه، ومنهم العلامة عبد الله بن الصديق في رسالة ألفها حوله بعنوان: "مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر" قال فيها: "وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره". ونقل عن الحافظ السيوطي قوله في الحاوي في الفتاوى: «ليس له إسناد يعتمد عليه»، إلى أن قال: "وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شيء من كتب السُّنّة". والله أعلم.