السؤال

القلوب

السلام عليكم من فضلكم أريد حكم حديث: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت؟

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله؛ هذا اللفظ موضع السؤال هو جزء من حديث رواه الإمام الطبراني في المعجم الأوسط ولفظه عن عبد الله بن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: يا أبا حسن، ربما شهدت وغبنا، وربما شهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن، هل عندك منهن علم؟ قال علي: وما هن؟ قال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا. قال: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتقي، فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". قال عمر: واحدة، والرجل يحدث الحديث إذ نسيه، إذ ذكره؟ فقال علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من القلوب قلب، إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علت عليه سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء، وبينا الرجل يحدث إذ علته سحابة، فنسي إذ تجلت عنه فذكر". فقال عمر: اثنتان، وقال: الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق، ومنها ما يكذب؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوما، إلا عرج بروحه إلى العرش، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والتي تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب"، فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن، فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت. وقال عقب روايته له: «لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحمن بن مغراء». ورواه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب مقتصرين على حديث القلوب. والحديث أورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال فيه: «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أزهر بن عبد الله، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ عن ابن عجلان. وهذا الحديث يعرف من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفا، وبقية رجاله موثقون». وذكره أيضا الإمام السيوطي في الجامع الصغير مقتصرا على اللفظ موضوع السؤال ورمز لضعفه بعدما عزاه للطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه. لكن للحديث شواهد كما نص على ذلك أحمد بن الصديق الغماري متعقبا حكم الذهبي بالنكارة على هذا الحديث الذي رواه الحاكم مقتصرا فيه على حديث الرؤيا.