السلام عليكم من فضلكم ما معنى حديث: لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الحديث موضوع رواه ابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف عن عبد الله حدثنا أحمد ابن المقدام أخبرني عبيد بن القاسم حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب". وأخرجه البزار في مسنده وقال منكر، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب. وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير من طريق يحيى بن هاشم السمسار وقال: يحيى كان يضع الحديث على الثقات ولا يصح في هذا المتن شيء. قال السيوطي في الفوائد المجموعة: له متابعون قال البزار حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا عبيد بن القاسم حدثنا هشام بن عروة به وقال لا نعلم رواه هكذا إلا عبيد وهو لين الحديث وقال ابن عدي حدثنا المسيب بن شريك حدثنا هشام به وقال المسيب هذا أجمع على تركه وقال ابن لال حدثنا أبو عبد الله بن أوس حدثنا إبراهيم بن سعيد الشاهيني حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا أبو المطرف المغيرة بن المطرف عن هشام به وله شاهد عند الطبراني والله أعلم وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان وقال: هكذا رواه جماعة من الضعفاء عن هشام؛ ويقال إنه من قول عروة بن الزبير كتبه علي بن المديني من كتاب المسيب بن شريك عن هشام عن أبيه من قوله وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى الحديث: ومعنى الحديث: "لا تصلح الصنيعة": الصنيعة هنا بمعنى الإحسان. "إلا عند ذي حسب أو دين": أي لا تنفع ويظهر أثرها وتقابل بالجميل إلا عند ذي أصل زكي وعنصر كريم أو عند ذي نخوة وديانة، وفيه حث على أنه لا يحسن الإنسان إلا إلى من ذكر وإن كان الإحسان حسنًا إلى كل إنسان لكن موضع النفع يكون عند من ذكر بهذه الأوصال. وقال أبو بكر محمد بن أبي إسحاق الكلاباذي في بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (ص: 163): "والغرض من الصنيعة ثواب الآجل وشكر العاجل، فمن قصد بصنيعته ثواب الآجل اصطنع إلى ذي الدين، فصان به دينه، فيعظم ثوابه. ومن قصد شكر العاجل اصطنع إلى ذي حسب فصان به عرضه، فحسن شكره. ومن اصطنع إلى غير هذين فكأنه يفقد الغرض من الصنيعة؛ إذ لم يصن بها دنيا، ولا عرضا، ومن لم يصن بالصنيعة دينه ولا عرضه فكأنما لم يصطنع".
البحث