السؤال

العورة

السلام عليكم ما حكم حديث: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم أن يقول بسم الله؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله هذا الحديث حسن لشواهده، فقد روي بألفاظ متقاربة عن عدد من الصحابة منهم علي بن أبي طالب وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري؛ أما رواية علي بن أبي طالب فأخرجها الإمام أحمد في المسند، والترمذي في جامعه ولفظه عنده "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الخَلاَءَ، أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ وقال: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ. وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْيَاءُ فِي هَذَا" . وأخرجه ابن ماجه بنفس اللفظ إلا أن فيه "الكنيف" بدل "الخلاء". ورواية علي رضي الله عنه حسنها السيوطي في الجامع الصغير، وقال عنها صاحب المداوي إنه حسنها لشواهدها للجمع بين تحسينه وتضعيف الترمذي لطريقه. وأما رواية أنس فقد أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط ولفظه: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ» ثم قال: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا حَجَّاجٌ" وأخرجه أبو الشيخ في العظمة، وبنفس السند أخرجه ابن عدي في الكامل وضعفه لأجل زيد العمي، وقال: "وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ إلاَّ بِسَعِيدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنِ الأَعْمَش ثُمَّ وَجَدْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنِ الأَعْمَش، ولاَ يَرْوِيهِ، عَنِ الأَعْمَش غَيْرُهُمَا" وساقه من رواية أنس رضي الله عنه أيضا في ترجمة مُحَمد بْن أحمد بْن سهيل بْن علي بن مهران أَبُو الحسن الباهلي المؤدب من مناكيره وقال إنه حديث باطل. وأما رواية أبي سعيد فقد ساق أبو الشيخ سندها في كتابه العظمة وقال بنحو حديث أنس. وفي كتاب المداوي أن من شواهده حديث ابن عمر مرفوعًا: "إذا نزع أحدكم ثوبه أو تعرى فليقل: بسم اللَّه، فإنه ستر له فيما بينه وبين الشيطان"، رواه أبو نعيم في الحلية.