السلام عليكم ما حكم حديث لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء ومن أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا؟
عليكم السلام ورحمة الله؛ هذا الحديث بهذا اللفظ لم يرد إلا في المحلى بالآثار لابن حزم وهو ملفق بين حديثين روى الجزء الأول منه الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء"، وهذه زيادة على حديث: "إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها"، وقال: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة". ورواه أيضا الإمام البخاري في صحيحه ولفظه كما جاء عن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "لا يكيد أهل المدينة أحد، إلا انماع كما ينماع الملح في الماء". والحديث بلفظي البخاري ومسلم موجود بالمنصة تحت رقم 2184. أما الجزء الثاني فقد رواه الإمام أحمد في مسنده عن السائب بن خلاد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا". ورواه أيضا الإمام الطبراني في الكبير عن خالد بن خلاد بن السائب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل يوم القيامة، ولعنه، وغضب عليه، ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا". وقال الحافظ الهيثمي في رواية الطبراني: «وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف». وفي الباب عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل" رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد كما نص على ذلك المنذري في الترغيب والترهيب. وفي الباب أيضا عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي". رواه الإمام احمد ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد.
البحث