ما صخة هذا الحديث وما معناه؟ كان إذا بال تيمم مع قرب الماء ويقول : ما يدريني لعلي لا أبلغه؟
هذا الحديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس أخرجه ابن المبارك في كتابه الزهد والرقائق والإمام أحمد في مسنده وابن أبي الدنيا في قصر الأمل، و الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث)، والطبراني في المعجم الكبير، والإمام البغوي في شرح السنة. أورده الإمام الغزالي في الإحياء، وعزاه الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما الإحياء من الأخبار إلى ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، وقال: "أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من حديث ابن عباس بسند ضعيف" قال الصدر المناوي في «كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح» (4/ 404):« لم أر حديث ابن عباس هذا في شيء من الكتب الستة ورواه المصنف في شرح السنة بسند فيه ابن لهيعة وقد تقدم ذكره. وفيه: حنش بن المعتمر، قال البخاري: يتكلمون في حديثه». وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (1/ 263): «رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ» قال الإمام البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» (1/ 400): «هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ حَنَشٌ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَمِنْ طريقهما رواه أحمد بن حَنْبَلٍ ». وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في «هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة» (5/ 44): «البَغَوِيُّ، في "شَرْح السُّنَّةِ" رحمه الله بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عبّاس رضي الله عنه». وفي معنى هذا الحديث: يقول الطيبي في شرح المشكاة: «يعني يستعمل الماء قبل الوقت فإذا لم يبق في الوقت تيمم. وقيل: يهريق الماء أي يبول». وجاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح قوله:" (وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهريق الماء): بضم الياء وفتح الهاء ويسكن أي: يصب، والماء كناية عن البول، فالمعنى أنه كان يبول أحيانا (فيتيمم بالتراب) أي: أو ما يقوم مقامه لما ثبت أنه اكتفى بوضع يده على الجدار حال التيمم من غير وجود الغبار، (فأقول: يا رسول الله! إن الماء منك قريب)، أي: فالتيمم حينئذ غريب (يقول): استئناف («ما يدريني»): ما للاستفهام ("لعلي"): للإشفاق أي: أخاف ("لا أبلغه") أي: لا أصل الماء لمسارعة أجلي مبادرا فأحب أن أكون حينئذ طاهرا باطنا وظاهرا".
البحث