السلام عليكم ما حكم الحديث وما معناه؟ رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد حين استعمله على مكة أربعين أوقية في كل سنة؟
أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن الزهري قال: "رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد حين استعمله على مكة أربعين أوقية في كل سنة" ثم قال فيه: هذا منقطع، وقد روي من وجه آخر مسندا. فأورد السند المتصل بعده عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وفرض له عمالته أربعين أوقية من فضة". قال الذهبي في المهذب عن الرواية الأولى: "قلت: لم يصح هذا". ثم أورد الثانية ولم يحكم عليها بشيء. قال الزيلعي في نصب الراية 4/ 285: "روي أنه عليه السلام بعث عتاب بن أسيد إلى مكة، وفرض له، وبعث عليا إلى اليمن، وفرض له، قلت: غريب، ـ أي ضعيف ـ وروى الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل من طريق إبراهيم الحربي ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عامله عليها. ومات عتاب بمكة في جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة، ثم أسند إلى عمرو بن أبي عقرب، قال: سمعت عتاب بن أسيد وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول: والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين، فكسوتهما مولاي". لكن البدر العيني في شرحه على الهداية صحح الرواية الثانية قائلا: "وينبغي أن لا يشك في صحة هذا؛ فإن الذي يعمل عملا يحتاج إلى كفايته وكفاية عياله، فإن لم يرزق من جهة عمله، وإلا يضيع ماله. ولا يرضى أحد بعمل على جهة فتفرغ أحوال المسلمين، والدليل على صحته ما ذكره البخاري في باب: رزق الحكام والعاملين عليها. وكان شريح يأخذ على القضاء أجرا قالت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: يأكل الوصي بقدر عمالته، وأكل أبو بكر وعمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -. وفي مصنف عبد الرزاق: أخبرنا الحسن بن عمارة، عن الحكم: أن عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - رزق شريحا، وسلمان بن ربيعة الباهلي على القضاء". ومعنى الرزق: قال ابن الأثير في النهاية: والأرزاق نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات، وباطنة للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم. وعرف ابن حجر الرزق في الفتح أثناء شرحه لما أخرجه البخاري في صحيحه (قوله باب رزق الحاكم والعاملين عليها) قائلا: "والرزق ما يرتبه الإمام من بيت المال لمن يقوم بمصالح المسلمين". والأوقية: أربعون درهما (من الفضة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم).
البحث