السؤال

المؤمن

ما صحة حديث قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ : موتُ المؤمنِ عرقُ الجبينِ ، إنَّ المؤمنَ تَبقى خطايا مِن خطاياه يُجازى بها عندَ الموتِ فيعرقُ مِن ذلك جبينُه؟

الإجابة

ٍهذا المتن أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية للحافظ ابن حجر 5/210، عن ابن علية، عن يونس ـ بن عبيد ـ ، عن أبي معشرـ زياد بن كليب ـ ، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: عبد الله رضي الله عنه موقوفا عليه بلفظ: "موت المؤمن عرق الجبين، إن المؤمن تبقى عليه خطايا من خطاياه يجازى بها عند الموت، فيعرق من ذلك جبينه". قال الحافظ أبو العباس شهاب الدين البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 2/431 بعد أن ساقه موقوفا على ابن مسعود: : رواه مسدد موقوفا بسند صحيح. وأخرجه أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي في مسنده 1/358، مرفوعا عن حسام بن المصك، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، ـ أنه ـ غزا خراسان فأقام بها سنتين يصلي ركعتين ولا يجمع، وحضرت ابنا له الوفاة فذهب يعوده فإذا هو يرشح، فقال: الله أكبر، الله أكبر، حدثني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «موت المؤمن عرق الجبين، وما من مؤمن إلا وله ذنوب يكافأ بها فيبقى عليه بقية يشدد عليه بها الموت، ولا يحب موتا كموت الحمار». وهو ضعيف لضعف حسام بن المصك. فقد سئل عنه ابن المبارك فقال: ارم به. وكان عبد الرحمن ـ بن مهدي ـ لا يحدث عنه بشيء. وقال فيه يحيى بن ممعين: ليس حديثه بشيء. الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 300. وسئل عنه أحمد بن حنبل، فقال: أرى الناس قد تركوا حديثه. المجروحين لابن حبان 1/ 272. لكن قال الحافظ البوصيري في الإتحاف 2/431 بعد أن صححه موقوفا: وله شاهد من حديث بريدة بن الحصيب . يريد حديث: المؤمن يموت بعرق الجبين". وقد رواه هكذا مختصرا: أبو داود الطيالسي في مسنده 2/153، وأحمد في مسنده 39/62، والترمذي في جامعه برقم 982 وحسنه، والنسائي في الصغرى برقم 1828، وفي الكبرى 2/381، وابن ماجه في سننه برقم 1452، وابن حبان في صحيحه 7/281، والحاكم في مستدركه 1/513، ، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأخرجه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء 9/223، والبيهقي في شعب الإيمان 12/454. قال أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي في التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ص: 147: قال بعض العلماء: إنما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته، لأن ما سفل منه قد مات، وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علا، والحياء في العينين وذلك وقت الحياء والكافر في عمى عن هذا كله، والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به. وإنما العرق الذي يظهر لمن حلت به الرحمة، فإنه ليس من ولي ولا صديق ولا بر إلا وهو مستحي من ربه، مع البشرى والتحف والكرامات.