السؤال

القابض على الجمر

السلام عليكم، ما صحة حديث: يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر؟

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله. هذا الحديث رواه الترمذي في جامعه برقم 2260، وابن عدي في كامله 6/114، عن عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك مرفوعا: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه ‌كالقابض ‌على ‌الجمر». وقال عقبه: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعمر بن شاكر شيخ بصري قد روى عنه غير واحد من أهل العلم. وقال في علله الكبير ص: 329: سألت محمدا ـ أي البخاري ـ عن عمر بن شاكر فقال: هو مقارب الحديث روى عنه عثمان الكاتب وغيره. وقال صدر الدين المناوي في كشف المناهج: 4/ 436: في سنده: عمر بن شاكر، لم يروه من أصحاب الكتب الستة غير الترمذي، وضعفه أبو حاتم ـ الرازي ـ وغيره، وأدخله ابن حبان في كتاب الثقات فنقم عليه ذلك، وقال ابن عدي: له نسخة نحو من عشرين حديثًا غير محفوظة وذكر منها هذا الحديث. اهـ . لكن حسنه أبو سعد عبد الكريم السمعاني في المنتخب من معجم شيوخه ص: 124، والسيوطي في جامعه الصغير برقم 9988، لتعدد شواهده؛ ومصداقها: ما رواه أبو داود برقم 4341، والترمذي برقم 3058، وابن ماجه برقم 4014، عن أبي أمية الشعباني قال: سألت أبا ثعلبة الخشني، فقلت: يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية: ﴿عليكم أنفسكم﴾ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيه مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله"، وزادني غيره قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: " خمسين منكم". وقال الترمذي حسن غريب. هو بالمنصة برقم: 10218. قال شرف الدين الطيبي في معنى القبض على الجمر: " أي كما لا يقدر القابض على الجمر أن لا يصبر لاحتراق يده، كذلك المتدين يومئذ لا يقدر على ثباته على دينه لغلبة العصاة والمعاصي، وانتشار الفتن وضعف الإيمان." . انظر الكاشف عن حقائق السنن 11/ 3393.