السؤال

صحة حديث المفصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحة حديث رسول الله: "أعطيتُ مكان التوراة السبعَ، وأعطيتُ مكان الزبور المِئِين، وأعطيتُ مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصَّل" هذا الحديث حسب علمي اعتمد عليه كثير من العلماء وألف الشيخ عبد الله كنون تفسير سور المفصل من القرآن الكريم. ولما بحثت عنه في المنصة لم أجده فأدرت أن أسألكم عنه. وإن لم يكن هذا الحديث صحيحا فهل هناك أحاديث غيره عن هذه السور التي تسمى بسور المفصل وهناك سؤال ثاني لو سمحتم فقد قرأت أن العلماء يستحبون أن يقرأ في الصبح بطوال المفصل وفي الظهر بقريب من ذلك, وفي العصر والعشاء بأوساطه, وفي المغرب بقصاره. فهل هناك أحاديث تدل على ذلك أم هو اجتهاد فقهي من العلماء جزاهم الله خيرا. وجزاكم عنا كل خير وبارك لنا فيكم وأدخلكم جناته.

الإجابة

هذا الحديث أخرجه الإمام البيهقي في شعب الإيمان، والإمام الطبراني في المعجم الكبير، والإمام أحمد في مسنده، وفيه حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل" . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد، وفيه عمران القطان، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الإمام الطبراني أيضا من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل". قال ابن كثير في تفسيره: هذا حديث غريب، وسعيد بن بشير فيه لين. وقد رمز السيوطي في جامعه إلى حسن هذا الحديث. وقد ذكر العلماء أحاديث صحيحة في المفصل، ومنها ما أورد البخاري في صحيحه عن ‌سعيد بن جبير، قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. قال: وقال ‌ابن عباس: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم". ومنها ما روي عن جابر بن عبد الله قال: "كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف الرجل فكأن معاذا تناول منه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فتان فتان فتان، ثلاث مرار، أو قال: فاتنا فاتنا فاتنا، وأمره بسورتين من أوسط المفصل". قال عمرو: لا أحفظهما. ومنها ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن ابن مسعود، وهو موجود بالمنصة برقم 1177، ومنها ما رواه أبوداود وابن ماجه في سننهما، عن تحزيب المفصل، وهو موجود في المنصة برقم : 8308 أما ما يتعلق بالسؤال الثاني، فقد وردت أحاديث صحيحة في استحباب ذلك، لكن العلماء حملوها على عدم المواظبة كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح، ومنها ما ورد عند الإمام ابن حبان في صحيحه، والإمام النسائي في سننه بإسناد حسن، عن سُلَيْمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: " إنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان، أمير كان بالمدينة، قال سليمان: فصليت أنا وراءه، فكان يطيل في الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل". ورواه عبد الرزاق في "مصنفه، عن الثوري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن وغيره قال: "كتب عمر رضي الله عنه - إلى أبي موسى: أن اقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل"(نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار).