ما حكم حديث عليكم بألبانِ البقرِ ، فإنَّها ترُمُّ من كلِّ الشَّجرِ ، وهو شفاءٌ من كلِّ داءٍ؟
هذا حديث خرجه النسائي في السنن الكبرى من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ :" «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ؛ فَإِنَّهَا تَرِمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ» و رواه مرسلا عن طارق بن شهاب ( ترم أي ترعى ) و خرجه الحافظ ابن حبان عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أنزل الله داء إلا له دواء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر. و خرجه أيضا الحاكم في المستدرك بلفظ :" إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر. و هو حديث صحيح . و أما حديث :" عليكم بألبان البقر و سمنانها و إياكم و لحومها فإن ألبانها و سمنهانها دواء و شفاء و لحومها داء " الذي خرجه الحاكم عن سيف بن مسكين ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : و صححه ، فقد قال الحافظ السخاوي في الحكم عليه : " أخرجه الحاكم وتساهل في تصحيحه له، كما بسطته مع بقية طرقه في بعض الأجوبة، وقد ضحى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نسائه بالبقر، وكأنه لبيان الجواز أو لعدم تيسر غيره، وإلا فهو لا يتقرب إلى اللَّه تعالى بالداء، على أن الحليمي قال كما أسلفته في: عليكم، إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قال في البقر ذلك ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر منه، ورطوبة ألبانها وسمنها، واستحسن هذا التأويل" المقاصد الحسنة ص : 528).
البحث