ما صحة حديث: صوموا الشهر وسرره؟ وما معنى سرره؟
أخرج الحديث الإمام أبو داود في سننه عن أبي الأزهر -المغيرة بن فروة- قال: قام معاوية في الناس بدير مسحل الذي على باب حمص، فقال: يا أيها الناس، إنا قد رأينا الهلال يوم كذا وكذا، وأنا متقدم بالصيام، فمن أحب أن يفعله فليفعله، قال: فقام إليه مالك بن هبيرة السبئي، فقال: يا معاوية، أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء من رأيك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صوموا الشهر وسره"، وسكت عنه، وقال فيه ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح إسناده جيد. وقال الخطابي في معنى "سرره" عن الأوزاعي قال سِره آخره، وهذا هو الصواب. وفيه لغات يقال سر الشهر وسَرَرُ الشهر وسراره وسمي آخر الشهر سرا لاستسرار القمر فيه. وأما قوله صوموا الشهر فإن العرب تسمي الهلال الشهر، تقول رأيت الشهر أي الهلال، وأنشد ابن الأعرابي: اَبْدانَ من نجد على مَهَل …والشهر مثل قلامة الظفر أي الهلال، ولذا كان أول الشهر مأمورا بصيامه في قوله صوموا الشهر، فقد علم أن الأمر بصيام سره غير أوله.
البحث