السؤال

العلم

السلام عليكم ورحمة الله، ما صحة حديث عن معاذ عليكم بالعلم. فإن تعليمه حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا حديث روي مرفوعا وموقوفا، من طرق متعددة لا يصح شيء منها، كما في تنزيه الشريعة لابن عراق؛ فقد أخرجه الحافظ ابن عبد البر بسنده مرفوعا في جامع بيان العلم وفضله عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: «تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار أهل الجنة، والأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والدين عند الأجلاء، يرفع الله تعالى به أقواما، ويجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتبس آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى الحيتان في البحر وهوامه، وسباع الطير وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلم، يبلغ بالعلم منازل الأخيار، والدرجة العليا في الدنيا والآخرة. والتفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، إمام العمال، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء» وبعدما وصفه مضمونه بالحسن لما فيه من المعاني قال: "ليس له إسناد بالقوي". ورواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه مرفوعا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ونقل ابن عراق في تنزيه الشريعة تضعيف العراقي للطريقين وبقية الطرق المرفوعة الأخرى والموقوفة. وممن رواه موقوفًا من كلام معاذ رضي الله عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم، وأبو نعيم في الحلية، والآجري في أخلاق العلماء.