السؤال

الأخلاق

السلام عليكم ما حكم حديث ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها فمن بنى فذكره وزاد قال رجل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق قال نعم وإخراج القمامة منها مهور حور العين؟

الإجابة

أخرج هذا الحديث الإمام الطبراني في المعجم الكبير من حديث أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة". قال رجل: يا رسول الله، وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: "نعم، وإخراج القمامة منها مهور حور العين". قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده مجاهيل". وقال بدر الدين العيني في عمدة القاري بعد ذكره: "وفي إسناده جهالة". قال العلامة أبو الفيض أحمد بن الصديق الغماري: (اختلف الحفاظ في الحكم على هذا الحديث، فضعفه الحافظ المنذري في الترغيب بتصدره إياه بصيغة التمريض، وقال الحافظ نور الدين لما أورده في الزوائد: فيه مجاهيل، وسبقه إلى ذلك شيخه الحافظ العراقي فقال: في إسناده جهالة، وحكم الضياء لصحته، فأخرجه في المختارة التي استدرك بها على الصحيحين، وتبعه المصنف فرمز لصحته، واقتصر الحافظ في الفتح على تحسينه فقال في الكلام على حديث عثمان: "من بنى مسجدا يبتغى به وجه اللَّه بنى اللَّه له مثله في الجنة" ما نصه: وروى البيهقي في الشعب من حديث عائشة نحو حديث عثمان وزاد "قلت: وهذه المساجد التي في الطرق؟ قال: نعم" وللطبراني نحوه من حديث أبي قرصافة وإسنادهما حسن اهـ. وإنما قال: نحوه، لأن الحديث فيه الزيادة المذكورة وإنما اختصره المصنف على قاعدته في الكتاب من الاقتصار على المرفوع فقط، وإلا فلفظه عند مخرجيه "ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى للَّه مسجدا بنى اللَّه له بيتًا في الجنة، فقال رجل: يا رسول اللَّه وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: نعم، وإخراج القمامة منها مهور الحور العين". وقال الشارح: في إسناده جهالة، لكنه اعتضد فصار حسنا اهـ. ولا أدرى من أين أتى باعتضاده في مسألة إخراج القمامة وكونها مهور الحور العين؟! اللهم إلا أن يكون من حديث أنس الآتي في حرف "الكاف" "كنس المساجد مهور الحور العين" وذلك لا يصلح للاعتضاد لأنه واه جدا، بل أورده ابن الجوزي في الموضوعات، والذي ينشرح له الصدر الحكم بضعف الحديث كما فعل الحافظ المنذري، فإن في متنه نكارة ظاهرة مع جهالة إسناده واللَّه أعلم).