السؤال

شرح حديث

ادعوا الله بألسن لم تعصوه بها: هل هذا حديث؟ وهل معناه أنه إذا دعا لي أحد دعوات خير أكون قد دعوت الله بلسان لم أعصه به؟

الإجابة

هذا الحديث لا يوجد في شيء من مصادر السنة المتداولة، وإنما أورده الرازي في تفسيره مرفوعا بغير إسناد بلفظ: "ادعوا الله بألسنة ما عصيتموه بها، قالوا: يا رسول الله ومن لنا بتلك الألسنة؟ ‌قال ‌يدعو ‌بعضكم ‌لبعض، لأنك ما عصيت بلسانه وهو ما عصى بلسانك." وتكرر وروده في بعض التفاسير الأخرى ولاسيما المتأخرة لكن بغير إسناد كذلك. وما فيه من الإرشاد إلى دعوة المسلمين بعضهم لبعض موافق لنصوص كثيرة في نفس المعنى، ومنها حديث مسلم عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل". كما أنه يوافق من ناحية أخرى ما ورد في الشرع من الأمر باتخاذ الوسيلة إلى الله في كل دعاء يدعى به لقوله عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]، وأيضا لما جاء في حديث فضالة بن عبيد عند أبي داود والترمذي وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجل هذا»، ثم دعاه فقال له - أو لغيره -: «إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء»، وذلك كله ليكون الدعاء إلى الإجابة أقرب.