السؤال

من قال أنا مؤمن فهو كافر

ما حكم حديث من قال أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال أنا عالم فهو جاهل؟ وهل يصح معناه؟

الإجابة

أخرج الإمام الطبراني في الأوسط الشطر الأخير منه من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال أنا عالم، فهو جاهل"، وقال معقبا عليه: «لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به: محمد بن كثير» وفيه سنده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف كما ذكر ذلك الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد. والشطر الأول روي من قول يحيى بن أبي كثير رواه الطبراني في المعجم الصغير بلفظ: «من قال أنا في الجنة فهو في النار» وسنده ضعيف كما نص على ذلك الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء والإمام السخاوي في المقاصد. ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة قتادة عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه، وهو منقطع كما نص على الإمام السخاوي. أما صحة المعنى فالحديث يتوافق معناه مع عدم تزكية النفس وأن يعلق الإيمان بمشيئة الله وفي ذلك يقول عبد القادر الجيلاني (ت561هـ) في كتابه الغنية لطالبي طريق الحق: "ولا يجوز للمؤمن أن يقول: أنا مؤمن حقا، بل يجب أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، خلاف ما قالت المعتزلة إنه يجب أن يقول: أنا مؤمن حقا. وإنما قلنا ذلك لما روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: من زعم أنه مؤمن فهو كافر. وعن الحسن رضي الله عنه: أن رجلا قال عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني مؤمن. فقيل لابن مسعود إن هذا يزعم أنه مؤمن قال: فاسألوه أفي الجنة هو أم هو في النار؟ فسألوه فقال: الله أعلم. فقال عبد الله: فهلا وكلت الأخرى كما وكلت الأولى. ولأن المؤمن حقا من هو عند الله تعالى مؤمن، وهو الذي يكون من أهل الجنة. ولا يكون كذلك إلا بعد موافاته بالإيمان، ويختم له بذلك، ولا يعلم أحد بما يختم له".