إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لحاجة، ثم أدركته وهو يسير، فسلمت عليه، فأشار إلي، فلما فرغ دعاني، فقال: "إنك سلمت آنفا وأنا أصلي". وهو موجه حينئذ قبل المشرق". وفي رواية: يصلي، بدل: يسير. وفي لفظ آخر عن زهير عن أبي الزبير عن جابر قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلي على بعيره، فكلمته، فقال لي: بيده هكذا. وأومأ زهير بيده. ثم كلمته، فقال لي: هكذا. فأومأ زهير أيضا بيده نحو الأرض. وأنا أسمعه يقرأ، يومئ برأسه، فلما فرغ، قال: "ما فعلت في الذي أرسلتك له؟ فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي". قال زهير: وأبو الزبير جالس مستقبل الكعبة. فقال بيده أبو الزبير إلى بني المصطلق، فقال بيده إلى غير الكعبة. وفي لفظ آخر: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: في سفر. فبعثني في حاجة، فرجعت وهو يصلي على راحلته، ووجهه على غير القبلة، فسلمت عليه فلم يرد علي، فلما انصرف، قال: "أما إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي". لفظ البخاري: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فانطلقت، ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد علي أن أبطأت عليه، ثم سلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد علي، فقال: "إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي"، وكان على راحلته متوجها إلى غير القبلة.
البحث