بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصبه أجمعين، أما بعد:
عندما يقول المحدث: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا ودون أن يذكر السند في أي خانة ندخل هذا الحديث فضيلة الأستاذ؟.
المصنف الحديثي الذي تميز بهذه الخاصية هو كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة رضي الله عنه وعن علمائنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين, الذي يطالع كتاب الموطأ يجد الإمام مالكا رحمه الله في غالب أحواله يذكر إسناده أو أسانيده المتصلة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الموقوفة على الصحابة إلا أنه في بعض الحالات لا يقول حدثني فلان قال، أخبرني فلان قال، بل يقول وبلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغني عن الصحابي الفلاني، هذه الظاهرة الحديثية سماها المحدثون البلاغات، بلاغات الإمام مالك، والبلاغ هو الحديث الذي يحذف إسناده كله أو بعض إسناده، هذه الأحاديث ذكرها الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في آخر كتاب التمهيد الذي شرح به الموطأ وأحصاها فبلغت عنده واحدا وستين حديثا.
يعني شيء بسيط فضيلة الأستاذ مقارنة مع بقية الكتاب.
مع كونه بسيطا، لكن الإمام الحافظ الحجة الهمام ابن عبد البر القرطبي حافظ المغرب بذل جهدا علميا كبيرا لوصل هذه البلاغات، أي بحث واجتهد وتحرى ونقب في سيرة الإمام مالك، وفي مروياته وفي شيوخه وفي سماعاته ليجد ويكشف عن هذه الحلقات التي طواها الإمام مالك.
لحكمة ما؟
وهذه البلاغات قال فيها الحافظ ابن عبد البر رحمه الله شارح الموطأ: وبلاغات مالك إذا تُفقدت وجدت كلها صحاحا[1]، وقال عالم آخر: وبلاغ مالك خير من حديثه[2]. وبلاغ مالك خير من حديثه الذي هو مسند.
ابن عبد البر ماذا صنع؟ بحث عن هذه الحلقات المطوية ووقف عليها وذكر إسنادها الإمام مالك إليها، وصلها كلها إلا أربعة أحاديث لم يجد لها إسنادا، هذه الأحاديث الأربعة جاء بعده الحافظ ابن الصلاح ــ في القرن السابع ــ صاحب المقدمة المشهورة، فوصلها في رسالة مستقلة صفحاتها معدودة لكن نفعها كبير، فوصلها كلها وبالتالي كل بلاغات الإمام مالك موصولة. منها مثلا قول مالك رحمه الله تعالى: وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أي في صلاة العشاء يكره النوم قبلها والحديث بعدها. هذا من بلاغات مالك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعد صلاة العشاء، والحديث صحيح وصله الناس وبحثوا عن إسناده ووصلوا إلى أن هذا البلاغ إنما رواه مالك بلاغا لأسباب.
منها: أن المحققين والمحدثين لما درسوا بلاغات مالك لم يأتونا بأسباب جامعة مانعة مقنعة في الموضوع، قال بعض العلماء ربما كان ذلك منه رحمه الله لإظهار تفننه في الرواية.
بمعنى أن المحدث حينما يبلغ به مقام الحديث ومقام إتقان الحديث ومقام استيعاب صناعة الحديث يصبح مبدعا متفننا له مهارات وملكات في التحديث تفوق غيره، وحينما نتحدث عن بلاغات مالك دائما في الحلقات الدراسية نقارنها بمعلقات البخاري، الإمام مالك تميز بالبلاغات والإمام البخاري تميز بالمعلقات، وربما تكون هناك أسباب سياسية ربما تكون هناك إكراهات معينة، لأن الإمام عاش مرحلة انتقالية، انتقال الخلافة من الأمويين إلى العباسيين.
ولماذا يترك الإسناد سيما وأن هذه الحلقات المطوية تم الكشف عنها، وعلمت أن أصحابها هم عدول ثقات من أهل الضبط والإتقان فلماذا طيهم وعدم ذكر أسمائهم وخصوصا قضية الطي، قضية طي السند؟
طي حلقات الإسناد من يستعملها عادة استعمالا سيئا؟ يستعملها المدلس، فالمدلس إذا كان عنده إسناد يروي فيه عن ثقة، الثقة يروي عن الضعيف، والضعيف يروي عن ثقة، ماذا يفعل؟ يطوي حلقة الضعيف يزيلها ويخفيها، ويروي ثقة عن ثقة، فنقول هذا طي معيب، هذا تدليس، أما الإمام مالك رحمه الله فإن الحلقات المطوية في أسانيده لما كشف عنها المحققون المدققون، ابن عبد البر أولا، وابن الصلاح ثانيا لم يجدوا فيها شيئا معيبا، إذن تبقى هناك أمور داخلية شخصية، قناعات شخصية عند الإمام مالك لم يستطع البحث لحد الآن أن يكشف عنها.
س: هل تحدث المحدثون فضيلة الأستاذ عن هذه المتون التي جاءت بلاغا عند إمامنا مالك؟
ج: نعم تحدثوا عنها وشرحوا معانيها ووصلوها.
س: هل هي تقريبا من نوع واحد؟ يعني ذكرتم أن الأمر قد يكون أمرا سياسيا مثلا؟
ج: هذا احتمال لا نقطع به، ولكن نقول على أن هذه الأحاديث التي بلغ عددها واحدا و ستين حديثا تم وصلها كلها.
س: أريد أن أسألك عن هذا، هل حكم البلاغات الضعف؟
ج: ما دامت بلاغا فهي ضعيفة لماذا؟ لأنها لا يتوفر فيها شرط الاتصال، والاتصال شرط أساس من شروط الصحة والقبول. لكن حينما تصبح موصولة بطريق آخر وبإسناد آخر، يزول عنها هذا العيب، فتصبح أحاديثا صحاحا مما يدل أن الإمام مالك كان ماهرا في صناعة الحديث، ومسالك الحديث هذه لا يلجها إلا من آتاه الله تعالى مكانة ورسوخ قدم في صنعة الحديث.
س: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حدث في أمتي البدع وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ما معنى الحديث؟ وما موقعه من الصحة[3]؟ وجزاكم الله عنا خيرا.
ج: هذا خبر لا أصل له ولا سند ولا ذكر له في المصادر المعتمدة عند المحدثين، ولا يجوز أن يقال فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الذي يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث لم يثبت عنه فهو داخل في الوعيد الشديد "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"[4]. إلا في باب السؤال عنه تقريبا طبعا
نحذر الناس، إذا علموا هذا، علموا أن هذا الحديث لا أصل له ولا سند له ولا ذكر له في المصادر المعتمدة المتخصصة ينبغي أن يكفوا عن نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصل له.
وقد يكون معناه مقبولا نوعا ما، ذلك أن من مسؤوليات العلماء الربانيين الموقعين عن رب العالمين، أن يدافعوا وينافحوا عن القيم الإسلامية و عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ينكروا على أهل البدع بدعهم، بالعلم والحكمة واللين وبالخطوات التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، التي قال فيها على سبيل المثال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"[5]، هناك مراتب في تغيير المنكر، ينبغي مراعاتها واحترامها في مثل هذه المقامات .
س: " يخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان وأذنان تسمعان ولسانا ينطق يقول إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إله آخر، وبالمصورين". يسأل هل هذا الحديث صحيح؟ وما المقصود بالمصورين هنا؟
ج: نعم، هذا اللفظ قريب منه رواه الإمام الترمذي في الجامع " يخرج عنق من النار يوم القيامة وكل بأصناف ثلاثة من كان جبارا عنيدا،-في الدنيا- من أشرك بالله تعالى، -المشركين هؤلاء هذا الضرب وهذا اللون من العذاب يسلط عليهم- والصنف الثالث المصورون. المصورون لا ينبغي أن نفهم هذا المعنى فهما ضيقا سطحيا ظاهريا، المقصود من المصورين الذين وقع التحذير من مزاولتهم لهذه الحرفة، أو لهذه المهنة زمن النبوة وهم أولئك الذين كانوا يصنعون التماثيل يضاهون بها خلق الله.
س: إذا كلمة "المصورين" في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تطلق على هؤلاء؟
ج: هؤلاء الذين كانوا يصنعون التماثيل، يضاهون بها خلق الله. وفي الحديث الآخر هؤلاء يؤمرون يوم القيامة بأن ينفخوا الروح فيما صنعوا[6]، وما هم بفاعلين.
وهذه في الحقيقة هي المطابقة مع المشركين..
كانوا يصنعون التماثيل لأجل أن يصدوا عن عبادة الله تعالى والله تعالى عاب عليهم ما يصنعون في غير ما آية والحديث النبوي أنكر عليهم هذا الصنيع.
وهذا الحديث حسن رواه الترمذي[7] وخرج مخرج التحذير من التكبر على الناس والظلم لهم وظلمهم في الدنيا، وعلى الذين يشركون بالله شيئا آخر وعبادة أخرى، وعلى الذين يصنعون التماثيل المجسمة التي يضاهون بها خلق الله.
س: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" هل هو صحيح أم لا؟
ج: هذا حديث حسن رواه الترمذي [8]"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، من أسدى لكم معروفا فكافأوه، فإن لم تستطيعوا فادعوا له[9].
وفي رواية "لا يشكر الناس من لا يشكر الله"
الذي لا يشكر الناس، أي لا يثني عليهم خيرا إذا أسدوا له معروفا، هذا لا يشكر الله تعالى، والله تعالى يحب أن يكون عباده من الشاكرين، أن يتمثلوا هذه الصفة في سلوكهم اليومي. يشكرهم على إحسانهم.
من ذلك: الهدية التي يقصد منها التقرب والمودة والإحسان لمن أسدى لك معروفا، تهادوا تحابوا.
وأحسن الشكر يختلف باختلاف الناس؟
أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ولكل مقامه، ولكل هيئته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود[10].
س: ما معنى إلى الحدود؟
ج: أن صاحب هيئة في الناس له وضع اجتماعي معين، إذا صدر منه شيء خفيف يسير فأقيلوا عثرته.
س: هل كفر معروف الناس فضيلة الأستاذ يعني بالضرورة كفر نعمة الله، يعني كما أن الشكر شكر الإنسان شكر الله عز وجل؟
ج: كفر النعمة هو كفر كذلك بالمنعم، لأن هذا الذي أنعم عليك بنعمة من بشر ما وفق لهذا إلا بتوفيق الله تعالى له، قال ربنا سبحانه وتعالى ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾[11]، قد تأتيك النعمة مباشرة من الله سبحانه وتعالى، وقد تأتيك النعمة بسبب بشري يسره الله تعالى لك، فأقل ما فيه أن تشكره على صنيعه، وهذه قيمة إسلامية كبرى، قيمة الاعتراف بالجميل والإقرار بحسن الصنيع.
س: ما هو الصحيح في الحديث التالي "الدعاء سلاح المؤمن" أريد تعريفا عنه إن أمكن.
ج: هذا الحديث صححه الحاكم أبو عبد الله حينما رواه في كتابه المستدرك على الصحيحين[12]، وجميعنا يعلم أن تصحيح الحاكم ليس مسلما به، فأقل ما يقال فيه أن صحيحه ينزل منزلة الحسن. هذا حديث حسن، ومعناه صحيح وتشهد له نصوص نقلية كثيرة جدا. بمعنى المؤمن يقاتل بسلاح الدعاء، وهو مطالب به كما جاء في رواية الترمذي" الدعاء مخ العبادة أو هو العبادة[13]". ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾[14] أمر من ربنا سبحانه و تعالى أن نتوجه إليه بالدعاء في كل الأحوال.
س: وفي رفع ما نزل؟
ج: في رفع ما نزل وفي استجلاب ما لم ينزل. في رفع ما نزل من وباء وفي استجلاب الخير وفي استجلاب الرحمة واستجلاب الستر واستجلاب الرزق. "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"[15].
س: " ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا أخذت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" هل الحديث صحيح؟ وما المعنى؟ ما المقصود بالصفي من أهل الدنيا؟
ج : هذا حديث قدسي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى.
والحديث القدسي هو الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى، يضيفه لربه، إذا الأحاديث غير القدسية، الأحاديث الأخرى يكون فيها قول الصحابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الحديث القدسي فإن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه لرب العزة.
س: إذا لفظه ومعناه من الله عز وجل؟
ج: قد يكون معناه من الله تعالى ولفظه من مشكاة النبوة، أما الذي يكون لفظا ومعنى من الله تعالى فهو القرآن، القرآن الكريم، وضابط الحديث القدسي: حينما تجد في مطلع السند قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، هذا يسمى حديثا قدسيا.
س: ولكن هناك فرق بينه وبين القرآن؟
ج :أكيد. القرآن يتعبد به، والحديث القدسي لا يتعبد به. والحديث القدسي لا يلزم من كونه قدسيا أن يكون صحيحا، إذ قد يكون صحيحا وقد يكون حسنا وقد يكون ضعيفا وقد يكون لا لأصل له. إذا هذه الصفة إضافية على صفة الصحة والثبوت.
نعود إلى الحديث الذي سألت عنه الأخت السائلة قبل حين، هذا اللفظ هو لفظ الإمام البخاري في صحيحه [16]. ما لعبدي المؤمن إذا أخذت صفيه -معنى صفيه محبوبه من زوج أو أب أو ابن أو أخ أو صديق- إذا أخذ الله تعالى لعبده المؤمن أقرب الناس إليه، أحب الناس إليه فما كان رد فعل هذا الذي ابتلي بهذا الموت فصبر واحتسب وقال ما أمر به، إذا فعل هذه المأمورات فليس له جزاء إلا الجنة.
س: يعني جزاؤه هو الجنة؟
ج: والإمام النسائي روى الحديث بلفظ آخر[17] "رواية النسائي" مطلعها:" إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب وقال ما أمر به بثواب دون الجنة". إذا المدار في هذا على أن الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين بموت قريب، بموت حبيب، بموت شخص عزيز على النفس. فحق المؤمن أن يصبر ويحتسب مصيبته على الله تعالى ويقول اللهم أجرني في مصيبتي هاته واخلفني خيرا منها.
س: إذا قال كذلك فهو محتسب؟
ج: محتسب، نعم، "وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ الذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ من رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"[18]. إذا الحديث قد نعتبره حسنا وقد نعتبره صحيحا بحسب الرواية التي اعتمدناها.
س:"من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم بلجام من النار" يقول هل الحديث صحيح؟ وما العلم المقصود في الحديث؟
ج: روى الإمام أحمد وغيره [19]بإسنادهما للنبي صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار. هذا الحديث من النوع المقبول، وكفى به حديثا يعتبر حجة في بابه أنه مندرج تحت أصل قرآني عام وهو قول ربنا في سورة البقرة "﴿إِنّ الذينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾[20]. الصحابي الجليل أبو هريرة والصحابي الجليل عثمان بن عفان، لهما قصص مع هذه الآية ومع هذا الحديث يقولان لولا آيتان في كتاب الله تعالى ما حدثتكم حديثا، قالها أبو هريرة وقصته في صحيح البخاري[21]، قالها سيدنا عثمان والقصة في البخاري، لولا آيتان هذه الآيات ﴿إِنَّ الذينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾[22]. معنى هذا أن من أودعه الله تعالى علما في صدره ينبغي أن يبثه في الناس سيما إذا سئل عنه، فإذا أتاك آت، سألك سائل، يسألك عن أمور تتعلق بدينه، تتعلق بعباداته، تتعلق بمعاملاته فمن الخيانة للمسؤولية وللأمانة ولهذا الوعد الرباني أن لا تجيبه.
س: يسأل السائل الكريم هل العلم المقصود هنا هل هو فقط ما ذكرتموه من الفتوى وغيرها أو كل علم؟
ج: هنا جاء في صيغة نكرة، علم، وهو العلم الذي ينتفع به، كل ما ينفع الناس في دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم، كل ما ينفع الناس إذا سئلت.. حتى في الطريق، إذا كنت في الطريق وسألك سائل يا أخي من أين أذهب إلى الطريق الفلاني، هذا علم؟ المعرفة بالطريق، فعليك أن ترشده، بل ذكر سيدنا رسول الله من بين حقوق الطريق إرشاد الضال. حق الطريق، لها حقوق منها إرشاد الضال. إذا كل علم يقدر فيه النفع وفيه الخير للسائل لا ينبغي أن يكتم بل يتعين على حامله أن يبثه في صدور الناس.
س:كيف نجمع فضيلة الأستاذ بين هذا الحديث وبين تحرج بعض العلماء الأفاضل الكبراء الكبار من الفتوى خصوصا، يعني تجدهم يتحرجون كثيرا من الفتوى خصوصا من العلماء الأوائل؟
ج: العلماء تحرجوا من الفتوى وتحرجوا كذلك حتى من رواية الحديث، لأننا نروي في صحيح مسلم، ونقف في صحيح مسلم على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع[23]". ونقف في صحيح البخاري على قول سيدنا علي: حدثوا الناس على قدر عقولهم، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله[24]. نقف في تاريخ الأمة على صحابة وعلماء فضلاء وأخيار تحرجوا، لم يجيبوا الناس عن فتاواهم أو عن أسئلتهم، هذه حالات، هذه مقامات أمور أخرى تراعى، الفتن، تراعى الحالة الاجتماعية تراعى الحالة السياسية، يراعى حال السائل نفسه أيستحق أن يجاب أم لا يستحق أن يجاب،؟ ولذلكم فإن الإمام وإن العالم له سياسة شرعية، له سلطة تقديرية يستثمرها في مثل هذه المقامات، إن قدر أن الجواب عن السؤال سيترتب عليه ضرر، فليمسك وليصرف السائل إلى شيء آخر، وهذا هدي، هذا مقام يصله بعض العلماء وهم أدرى بالمصلحة، ولكن القاعدة العامة أن الأصل في العلم ألا يكتم، وأن يبث في الصدور، "فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا " هكذا قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حينما أمر على رأس المائة الأولى عامله على المدينة ابن حزم أن يكتب الحديث النبوي، ولتفشوا العلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا[25]. إذا أسر، إذا أخذ كل عالم بهذا المنهج وبدأ يسر وبدأ يخفي ما عنده من علم وفعل ذلك كل العلماء فمتى يتعلم الناس؟ متى يستقيم الناس؟.
س: ولكن فضيلة الأستاذ لا بد أن يبثه من هو أهل له؟
ج: طبعا هذا مفروغ منه، إذا أخذ العلم من رؤوس الجهال فتلك من أمارات الساعة، إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه[26]. يؤخذ العلم من مظانه من أصحابه، ممن يتوسم فيهم الخير والصلاح والاستقامة والنيابة عن الله تعالى والنيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الأمانة.
س: "البذاذة من الإيمان؟ هل هذا حديث صحيح؟ وما معنى البذاذة؟
ج: البذاذة بلا تشديد هكذا ضبطها المحدثون. هذا حديث رواه الحافظ أبو داود[27]، والبذاذة معناها: التقشف وعدم المبالغة والإسراف في ملذات الحياة الدنيا.
ولكنه من النوع المقبول على أية حال، ينبغي أن نفهم هذا الحديث على وجهه، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْملُوا صَالِحٌا﴾ [28]. الرسل الذين هم محل القدوة أكلوا من الطيبات ولبسوا الثياب الجميلة في المقامات، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له حلة سيراء، يلبسها حينما يستقبل الوفود[29] فهذا يعني أن الشأن في المؤمن في أحواله العامة وفي ظهوره للناس، وفي جلوسه بين الناس أن يكون معتدلا، في مأكله ومشربه وملبسه وألا يبالغ وألا يصل بمبالغته في هذا كله مبلغ الإسراف. وتوجيه الناس إلى عدم المبالغة في طيبات الحياة الدنيا من مأكل ومشرب وملبس ومركب إلى جانب التواضع، وهو لا يناقض إطلاقا القيم الإسلامية الكبرى التي تنبني على النظافة والتطهر والتطيب والتجمل.
قد ذكرت آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الحلة السيراء، كان يلبسها حينما كان يستقبل الوفود، لأن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الإمام ينبغي أن يكون مظهره لائقا مناسبا سيما مع من لا معرفة له بقيم الدين وخصائصه. والإمام مالك رحمه الله كان إذا خرج إلى مجلس فيه تحديث يلبس ويتطيب و يتزين لأنه ينوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن رب العالمين في تبليغ كلامه وفي تبليغ وحيه. كذلك يجمل بالناس أصحاب المهن وأصحاب الحرف وأصحاب الصنائع أن يتجملوا إذا قصدوا الصلاة، الصلاة مناجاة لله سبحانه وتعالى وكان النبي صلى الله عليه وسلم من شمائله كان يكره أن يجد الريح الخبيثة أو توجد منه، لا يشمها الناس فيه ولا يشمها من الآخرين، لماذا؟ لأن هذا مقام مناجاة لله سبحانه وتعالى، لا يجمل بك أخي المصلي أن تقف في الصف وعن يمينك مصل آخر وعن شمالك مصل آخر وأنت تؤذيهم بريحك.
س:قد يقول لك إنه قد يجد مشقة مثلا في البحث عن الثياب الجديدة وهو من العمل إلى المسجد؟
ج: ولهذا يطلب من الناس من باب الاستعداد للصلاة، إذا اقترب وقت الصلاة أن يستعدوا لها، ألا ينهمكوا في مشاغلهم، في أرزاقهم في أموالهم، ... أن يستعدوا لها بما يليق بمقام مناجاة الله سبحانه وتعالى، فلا يجمل بالواحد منا أن يقف بين يدي الله تعالى موقفا لا يليق أو يضر بمن عن يمينه وعن شماله. والله تعالى أعلم.
س:"من فارق الجماعة مات ميتة الجاهلية " هل الحديث صحيح؟ وما معنى أن يفارق الجماعة؟
ج: نعم. هذا الحديث من الصحيح طبعا لا شك، له رواية في صحيح البخاري[30] وفي صحيح مسلم[31]، ورواه غيرهما من أصحاب كتب الحديث، من فارق الجماعة، وعند البخاري وعند مسلم: مات ميتة جاهلية، معنى مفارقة الجماعة؟ أن يخالف ما عليه عموم الناس، ما عليه الأمة، الأمة كلها صائمة وأنت غير صائم. الأمة كلها تصلي إلى قبلة موحدة وأنت تفعل ما تشاء، الأمة كلها مجمعة على احترام القيم والمبادئ العامة للإسلام وأنت تخالفها. فالذي يخالف الأمة أي ما عليه الجم الغفير من المسلمين هو المعني بهذا الحديث. من خالف الجماعة: جماعة المسلمين وأمة المسلمين. قوله صلى الله عليه وسلم "مات ميتة جاهلية" أهل الجاهلية ماذا كانوا يصنعون؟ كانوا يعيشون وهم غير متبعين لإمام يطاع، فوضى. يحاربون، يغزون، يقتلون، يفعلون ما شاءوا ليسوا متبعين وليس لهم إمام يطاع. فمن صنع هذا الصنيع في أمة الإسلام خالف ما عليه الجماعة، خالف ما عليه الأمة.
س:إذا النهي هنا على الخروج أيضا على الأمراء؟
ج:على الأمراء وعلى الذين ينبغي أن يطاعوا. ﴿يَأَيُّهَا الذينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَمْرِ مِنكُمْ﴾[32]. مات ميتة جاهلية أي مات على الشأن وعل النحو الذي مات عليه أهل الجاهلية حينما ماتوا على غير إمام يطاع، والله تعالى أعلم.
س:"لو اطلعتم على الغيب لوجدتم ما فعل ربكم خيرا" هل الحديث صحيح أم لا؟
ج:لا أصل له، والتأكد من هذا سهل للغاية، فإذا ما وجدت أن كتب الحديث المعتمدة لم تذكره ولو بمعناه فاعلم أنه حديث لا أصل له ولا يجوز لك أن ترويه ولا أن تتداوله مع الناس ولا أن تنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
س:ولكن هل صحيح معناه فضيلة الأستاذ؟
ج:قد نتأول معناه، لأن الإنسان لا يعلم الغيب .يقول الله تعالى حكاية عن نبيه : ﴿وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ اِنَ اَنَا إِلَّا نَذِيرٌ﴾[33] هذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عن نفسه ﴿وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ هذا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ميزه ربه بمقام الوحي ومقام الرسالة فكيف بعامة الناس. الذين لا يوحى إليهم ولا يجوز في حقهم أن يقال إنهم يطلعون على الغيب، فالذي يعلم الغيب هو الله سبحانه وتعالى.
س:ولكن لا يفعل الله عز وجل إلا ما فيه الخير؟.
ج: المؤمن يسلم لربه، لا يسمى المسلم مسلما إلا إذا سلم لخالقه بما حكم الله تعالى فيه، هذا هو المسلم، ولكن أن ننسب هذا الحديث بهذا اللفظ للنبي صلى الله عليه سلم فهذا مما لا يستقيم ولم يقل به أحد.
فهو حديث لا أصل له.
س: "الدنيا سجن المؤمن" هل هو حديث صحيح فضيلة الأستاذ؟
ج: هذا حديث رواه الإمام مسلم في الصحيح بهذا اللفظ. "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" [34]كيف نفهم هذا الحديث؟ هذا هو المشكل؟ بعض الأحاديث حينما تصح، إذا صحت نقلا وجب حسن تنزيلها على واقع الناس وحسن تقريبها إلى أفهام الناس.
س: كيف نفهم هذا الحديث؟ كيف تكون الدنيا سجنا؟
ج: هل يستطيع المؤمن أن يرتكب المعاصي في الدنيا؟ لا. هل يجوز للمسلم أن يتلبس بحالة فيها مخالفة للشريعة؟ لا. هل يجوز للمؤمن أن يبالغ في الملذات؟ لا. إذا هذه الممنوعات، هذه المحاذير هي بمثابة السجن للمؤمن فله فضاء خاص يتحرك فيه، ما هو هذا الفضاء؟ هو فضاء الحلال والمباح والجائز. فهو واسع لمن وسعه الله عليه، لكن غير المسلم، كالفاجر مثلا فإنه يأكل أي شيء، يجمع المال من اي طريق ويستبيح لنفسه أي شيء، أما المؤمن فله سياج يمنعه من تخطيه ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾[35]، ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾[36]. هكذا ينبغي أن نفهم الحديث بأن الله تعالى وضع المؤمن في فضاء يجب عليه أن يحترمه ليكون داخلا في شرط الإيمان والعبودية لربه. فإذا اقترب من الحدود يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم "كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه"[37]. فحينما نسمع الدنيا سجن المؤمن ليس أنها كالسجن بالقضبان والحارس والذي يمنع، لا. المؤمن يتحرك يسافر ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الاَرْضِ﴾[38]، يسير في الأرض ويسير في ملكوت الله تعالى يسبحه ويحمده ويكبره هذا جائز في حقه ولكن في كل سيره هذا له حدود.
س: فالحديث لا يدعو المؤمن إلى الغم والهم والكرب؟
ج: أبدا، لا يدعوه إلى التقوقع والانكماش بل يدعوه إلى النظر في ملكوت الله تعالى، النصوص القرآنية والحديثية تدعو المؤمن إلى النظر في ملكوت الله تعالى وخلقه ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصرُونَ﴾[39]. ولكن هذا السجن هو تعبير مجازي خرج مخرج تصوير حالة المؤمن وهو متأرجح بين السير في الحلال والحذر من الاقتراب من الحرام.
س: يعني أن يكون دائما على حذر؟
ج: نعم، ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾، ﴿[40]تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾[41]. ﴿وَمَن يَّتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾.[42] هذه هي الحدود التي لا ينبغي للمؤمن لا أن يقرب منها وألا يتجاوزها لأنه إذا تجاوزها.
مع فضيلة الأستاذ إدريس الخرشافي
الحواشي:
[1] قال الحافظ ابن عبد البر ومالك لا يروي إلا عن ثقة، وبلاغاته إذا تفقدت لم توجد إلا صحاحا. ( التمهيد 8/286).
[2] التمهيد لابن عبد البر (16/328).
[3] أخرجه ابن رزقويه في جزء من حديثه ولفظه: " عن معاذ بن جبل , قال: قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهرت الفتن أو البدع وسب أصحابي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , ولا يقبل الله له صرفا ولا عدلا»، وفيه محمد بن عبد المجيد المفلوج قال فيه الذهبي في ميزان الاعتدال: ضعفه محمد بن غالب تمتام.
ومن مناكيره قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ظهرت الفتن وسب أصحابي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
[4] أخرجه ابن ماجه في سننه من طريق أبي هريرة أبواب السنة، باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 34، وابن حبان في صحيحه رقم 2813.
[5] أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، رقم 49.
[6] أحرجه البخاري برقم 5963 ولفظه: عن النضر بن أنس بن مالك يحدث قتادة قال: «كنت عند ابن عباس وهم يسألونه ولا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى سئل، فقال: سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ".
[7] جامع الترمذي، أبواب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار، رقم 2574.
[8] جامع الترمذي، رقم 1954 وقال عقبه هذا حديث صحيح.
[9] أخرجه أبو داود رقم 1672، ولفظه: عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" وصحح العراقي إسناده في المغني ص264.
[10] أخرجه أحمد غي المسند رقم 25474، وأبو داود في سننه رقم 4375، والنسائي في السنن الكبرى رقم 7254.
[11] سورة النحل آية 63.
[12] المستدرك على الصحيحين رقم 1812، ولفظه: عن علي رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض.
[13] جامع الترمذي رقم 3372، ولفظه عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾.و قال عقبه حسن صحيح.
[14] سورة غافر آية 60.
[15] الذاريات 22
[16] البخاري كتاب الرقاق باب العمل الذي يبتغي به وجه الله رقم 6060.
[17] سنن النسائي كتاب الجنائز، ثواب من صبر واحتسب، رقم 1871.
[18] سورة البقرة آية 154-155-156
[19] أحمد في المسند رقم 10419، وأبو داود قي سننه رقم 3658، والترمذي في سننه رقم 2649.
[20] البقرة آية 158.
[21] البخاري كتاب الحرث والمزارعة باب ما جاء في الغرس رقم 2350.
[22] سورة البقرة الآية 158.
[23] مقدمة صحيح مسلم (1/ 10).
[24] صحيح البخاري كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لايفهموا، رقم 127.
[25] أخرجه البخاري في كتاب العلم باب كيف يقبض العلم رقم 99، ولفظه: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا.
[26] أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه رقم 7، من قول ابن سيرين: إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم.
[27] أخرجه أبو داود رقم 4161، ولفظه: " عن أبي أمامة، قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما عنده الدنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تسمعون، ألا تسمعون، إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان " يعني: التقحل. قال ابن حجر في الفتح: وهو حديث صحيح (10/368).
[28] سورة المومنون الآية 52.
[29] أخرجه البخاري كتاب اللباس باب الحرير للنساء، ولفظه:" عن عبد الله: «أن عمر رضي الله عنه رأى حلة سيراء تباع، فقال: يا رسول الله، لو ابتعتها تلبسها للوفد إذا أتوك والجمعة، قال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعد ذلك إلى عمر حلة سيراء حرير كساها إياه، فقال عمر: كسوتنيها وقد سمعتك تقول فيها ما قلت؟ فقال: إنما بعثت إليك لتبيعها أو تكسوها.
[30] البخاري كتاب الفتن، باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها، رقم 7054. ولفظه:"عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاهلية.
[31] مسلم كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة.رقم 1849.
[32] سورة النساء الآية 58.
[33] سورة الأعراف الآية 188.
[34] صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق رقم 2956.
[35] سورة البقرة الآية 227.
[36] سورة البقرة الآية186.
[37] البخاري كتاب الإيمان باب فضل من استبرأ لدينه، رقم 52.
[38] سورة الأنعام الآية 12.
[39] سورة الذاريات الآية 21.
[40] سورة البقرة الآية 227.
[41] سورة البقرة الآية186.
[42] سورة الطلاق الآية 1.